18:10 | 23 يوليو 2019

عبدالحى عطوان يكتب :- من الصداقه للسجن

11:26pm 01/05/21
عبدالحى عطوان
كتب/عبد الحي عطوان

 

#لم أضع فى حسابي يوماً ما أن مهنتى قد تحمل لى تلك المآسي من القصص الإنسانية التى تفقدك متعة إحساسك بالحياة، وسلامك الداخلى، فبات علينا بالضمير الإنسانى أن نكتب عن القهر والظلم وعن أوجاع الناس، وعن ظلم الإنسان لأخيه الإنسان، وعن أناس أبرياء خلف القضبان وعن رائحة الموت التى تفوح من حولنا وباتت أقرب شئ لنا .  

#ففى صباح هذا اليوم أخذت نغمات موبيلى تدق مرات ومرات، فى محاولة من المتصل أن أجيب، نظرت للهاتف، فإذا برقم غريب خرج إلى غير مسجلا بأحد الأسماء التى أعرفها. وكعادتى أن أفتح على كل الأرقام، قائلاً لنفسي لربما يكون الطالب فى أحتياج لموقف ما أو حتى مساندة بالمشورة فى ظل كوارث الحياة ومشاكلها، فكثيراً ما حملت إلى تلك الأرقام المجهولة، مآسي وأوجاع  وأحتياجات أشخاص ، وأحياناً أخرى كانت تحمل مصدراً لمعلومة أو خبرآ أو تقريرآ ما. 

#وقبل أن أنطق مجيبآ فإذا بالمتصل سيدة جاء صوتها عبر الأثير ممزوجآ بالبكاء !!
قالت أحدثك من القاهرة ، وأحلفك بكل الأديان هل تستطيع مساعدتنا أو رفع المعاناة عنا أو على الأقل هل تكتب كل ما أقوله لك ، 

#قلت لها مجيبآ تحدثى فليس لنا مهنة أخرى سوى الكتابة ، وعلى الله قضاء حوائج الأمور، 
قالت لا أصدق ما نعيشه هذه الأيام وما وصلنا إليه هل فقدنا تعاليم ديننا وبتنا نتشدق بالتدين ؟
هل ماتت ضمائرنا وفقدنا إنسانيتنا؟ هل أختفى الخير واصبح الصراع بين الشر والشر ؟هل يكون غضب الله تركنا ننتقم من بعضنا البعض؟ هل تحولت حياتنا إلى قبور مفتوحة وأنا لا أدرى؟ هل بات علينا أن ندفع الحساب قبل الأوان ؟ 

#مأساتنا التى نعيشها تتلخص فصولها من البداية للنهاية فى كلمة واحدة هى الغدر أوالخيانة !! وأستطردت قائله أخى الوحيد الذى تركه لى والدى بعد وفاته فهو أبنى وأخى وصديقى يقبع الآن خلف القضبان داخل سجن أول المنتزة بالاسكندرية، 

#كان شريكا لشخص فى إحدى سيارات السفر التى من الباب للباب ،ربطتهما صداقة قوية منذ نشاتهما تجمعهما كل المناسبات، فهما أصحاب قبل أن يتشاركا يضرب بهما المثل فى الوفاء والإخلاص ، ومع مرور الأيام لا أدرى كيف تغير الحال! فقد جالس شريك أخى رفقاء السوء، نسجوا فى داخله خيوط الشك وعدم الأمان، خيلوا إليه أشياء وأشياء، غيروا كل مفاهيم الحياه، لديه فأبتعد عن الدين وسقط منه الضمير 

#بدات تهب رياح التغير عليه حتى شعر بذلك كل المحيطين به، أهل بيته وأولاده وجيرانه وأصحابه، بدأت الخلافات بينه وبين أخى تتصاعد من لا شئ حتى بات من المستحيل الإستمرار.فأتفقا أن يجلسا سويا ويتحاسبا، وبالفعل تقاسما كل شئ وكان من نصيب أخى تلك السيارة التى تجوب المحافظات من الصعيد للاسكندرية ذهاباً وإياباً ، 

#أستدان أخى وأقترض وسدد له كل المطلوب على داير مليم حتى يحتفظ لآخر لحظة بصفحة الصداقة بيضاء مرت الشهور الأولى بصعوبه مع الأقساط والديون والإلتزامات ومطالب الحياه، 

#لا أروى لك رواية من الخيال فهذه السيارات معروف أنها لاتحمل الركاب فقط ،وأنما تنقل فى طريقها بعض البضائع والمتاع مقابل القليل من المال، 
#ومنذ أسبوع وفى صباح اليوم المشئوم أنطلقت السيارة من الصعيد للإسكندرية وأثناء تجميع الركاب طلب منه أحد الأشخاص بمركز الغنايم أن يحمل تلك الكرتونه إلى شخص ما بالإسكندرية مقابل 60 جنيهآ من المال وأعطاه عنوانه ورقم هاتفه داخل ورقة صغيره بيضاء ،  

#مرت الساعات والساعات وعند وصول الرحلة للنهاية ،تنفس أخى الصعداء وبدأ فى توزيع الركاب،والمتاع، وعندما جاء الدورعلى تلك الكرتونه المزعومه دق أرقام الموبيل فلا من مجيب، وكانت الإجابة فكل مره، ربما يكون الهاتف مغلقآ، فقال لنفسه ربما بعد إنتهاء نزول آخر الركاب يأتى من يستلمها، ومع آخر الخط كان الكمين معدآ بأحكام وجاءت المباحث لتحيط به من كل مكان فالكرتونة تحمل ما بداخلها نوعآ من المخدرات، تم أقتياده لقسم الشرطة طار جنون عقله، يقسم لهم بأغلظ الإيمان أنه لايعرف ما بداخلها، يخرج من جيبه تلك الورقة التى كتب فيها إسم المستلم ورقم هاتفه، لم يصدقة أحد وأخيرا تيقن فى قرارة نفسه، أنها مكيدة دبرت له بعناية ،وسرعان ما كتبت أوراق المحضر مع الإهانات و الإتهامات ومع أول قرار للنيابة الحبس أربعة أيام على ذمة القضية، جلسنا جميعآ نراجع أفكارنا إلا أن كانت الصدمة وحل القضية مع الرسالة القادمة من ذلك الصديق والتى تحمل كلماتها حمدالله على سلامتك داخل سجن المنتزة ،

تابعنا على فيسبوك

. .
izmit escort batum escort
bodrum escort
paykasa bozum
gazianteplie.com izmir escort
18 film izle erotik film izle
deutsch porn