الـــــــتــــــافــــــــه
10:06am 15/03/21
خالد محمد الحميلي
التافه فى اللغة العربية،هو الرجل الغير متزن قليل العقل والذى لا قيمة لأعماله، ولا يهتم سوي بالقضايا التافهه، وأيضا هو من لا هدف له في هذه الحياة،فهو الذي يتوقف عند أسخف الأمور، وليس لديه أدني مشكله في معاداة جميع مَن حوله لسبب تافه مثل شخصيته ، فإن أبتسم فإنه يبتسم بتصنع، وكأنه يقدم لك خدمة، وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم حينما تحدث عن أيام ستأتي، وذكر من ضمنها الانخداع بالمظاهر، والحكم على الناس بالمظاهر أيضا، وذكر الرويبضة فقال“سيأتي على الناس سنوات خداعات، يصدق فيها الكاذب ويكذب فيها الصادق، ويؤتمن فيها الخائن ويخون فيها الأمين، وينطق فيها الرويبضة، قيل وما الرويبضة يا رسول الله؟ قال: الرجل التافه يتكلم في أمر العامة”صدقت يا رسول الله ،وقد رأينا بأم أعيننا ما حدثنا عنه الرسول صلى الله عليه وسلم، في هذه الأيام ،حتي أننا رأينا الشخص التافه يحاول بشتي الطرق أن يلفت أنتباه الناس اليه ،وتراه في مجالس المنافقين متحدثاً وفي مجالس الصالحين أماما ، فهو يتحدث في كل شئ وهو لا يعرف شئ ،وليس بغريب أن تجد أغلب الناس التافهين، لايشعرون بتفاهتهم ،ويظل خيالهم يوهمهم بأنهم أفضل الناس ،ولهذا نجد من النادر جداً أن يتحول التافه إلى إنسان ذي قيمة رفيعة
وقد ذكر أن الإمام الشافعى ذات يوم دخل عليه رجل غريب إلى مجلس علمه دون سابق إنذار أو معرفة، وجلس فى مقدمة مجلسه، وبدت على ملامحه شيم العلماء والأمراء، وعلى رأسه الكبير عمامة بيضاء تمنحه هيبة ووقارا،الإمام الشافعى كان موضوع درسه عن الصيام، فلما وصل إلى وقت الصيام قال ، إن الصيام هو من أذان الفجر إلى غروب الشمس.عندها سأله الرجل الغريب، وإذا لم تغب الشمس يا شيخنا فمتى نفطر؟استغرب الشافعى وقال قولته المشهورة "آن للشافعى أن يمد قدميه"
فإذا كان هذا هو الحال في مجلس الامام الشافعي ،فما بالنا اليوم ، من وجود التافهين الذين ملاؤا دنيانا واستقروا في أماكن ليست أماكنهم ، واصبحوا لهم كلمه في بعض الأحيان ويؤخذ بها ، ويسمع لهم ،واصبح لهم من المعجبين عدد ليس بالقليل، رغم أنهم لا يملكون من رجاحة العقل شئ،لكن هذا هو زمن الرويبضة والرجل التافه،حتي أن الكثير من العقلاء تركوا الساحه لهؤلاء التافهين ليمارسوا هوايتهم بكل حريه ، فلا تستغرب كثيراً عندما يصعد البلهاء علي منابر العظماء ويتحدثون
لهذا لا تتخدوا من التافهين أصدقاء ولا تجلسوا في مجالسهم ، حيث أن بقاء الشخص وحيداً أفضل ألف مره من صديق سوء أو صديق تافه،كما أن الاختلاط بمثل هؤلاء التافهين يجعلك تتخلى عن الكثير من صفاتك الجميلة دون ان تنتبه الى هذا الأمر، وربما في فترة وجيزة سترى نفسك وقد اصبحت شبيهاً لهم، فالصديق لابد وان يكون قريباً الى اغلب صفاتك وربما يتصرف كأنك أنت في الكثير من المواقف، فوجب علينا ان نختار الأناس الصالحين والطيبين ،كي نتعلم منهم حلو الصفات وجمالها ، وإلا نصاحب قليلي المعرفة وفاقدي القيم العالية
وان نستغل أوقاتنا في علاقات طيبة، ولاننزل الى من لايستحقون النزول اليهم ،ويجب أن تكون اوقات فراغنا مفيدة ونافعة، فالأفضل ان نعتزل ونتقرب الى الله خيراً من ان نقضي أوقاتنا مع أناس تافهين ليس لهم هدفا في الحياة.