عَظِّمْ يَديَّك إلى الصعيدِ تحيةً
عَظِّمْ يَديَّك إلى الصعيدِ تحيةً
.......... واخفضْ جناحَكَ إذ ذكرَّتَ رجالا
نحنُ الكرامَ فلا نضيقُ بضيفِنا
...........والعهد سيفٌ لا يضيعُ خلالا
طابَ الكلامُ إذا ذكرَّتَ صعيدنا.
........والشعرُ يزهو الطباعِ سجالا
هذى جذورٌ بالأصولِ تعمَّقـَتْ
..........طرحَتْ فروعًا للشموخِ جبالا
هاتوا الدفاترَ بالنسابةِ شاهدًا
...........فالأصلُ يربطُ بالزمانِ حبالا
حاشا نقلـِّدُ للغزاةِ نقائصًا
..................كنْز التراثِ لمن يرومُ مقالا
نخشى الملامةَ لا نجئ نقيصةً
.........في الحق أُسْدٌ لو تجورُ سؤالا
والعِرضُ نحمى والنساءُ لآلئٌ
..............تمشى بعزٍ حِشمةً وجلالا
تمشى كصخرٍ إنمَّا. في بيتها
...............أنثى ترفرفُ زينةً ودلالا
تجرى المرؤةُ في العروقِ بدمِّنا
.........نحن المواقفَ لا نهابُ نزالا
عاداتنا نعطى الكبيرَ مقامَهُ.
...........عمًا نكبِّرُ في الحديث وخالا
ولقد ضربْنا في الصمودِ بصبرنا
..........مثلًا يدربُ للحمولِ جبالا
مصرُ الأبيةُ إذ تنادى ابنها.
...............يأتي الصعيدُ محلقًا ورجالا
ولَكَم صعدْنا في الحروبِ مواقعًا
.......هلْ جاءَ اسمٌ للصعيد هُزالا؟!
مصرُ الحبيبة لو تعوز لمشربٍ
............تلقى دمائىَ للرواءِ زلالا
عثمانُ بلتكَ إن سألْت نماذجًا .
.........واسأل جهينة والرئيس جمالا
وبنى سويف ولو نطوف بأقصرٍ
..........وقنا تجلَّت بالمقامِ كمالا
مِنيا العريقةُ قصةٌ .وشنودةٌ
............رسم المحبة في القلوب هلالا
نحنُ الشهامةَ والنفوسُ عزيزةٌ.
..نسقى الرضيعَ من المعين خصالا
جرْجا يؤّرَّخ بالمفاخرِ مجدُها
.........أسوانُ تحكى للعيون خيالا
طولُ البلادِ وعرضُها نلقى لنا
...........نهرًا تمَدَّدَ بالعطاءِ مجالا
وحضارةٌ ونضارةٌ يا حظـَّنا.
.......فالأصلُ خيَّم في الصعيدِ ظلالا
واسألْ رفاعةً والسِّجلَ محافِلا
......... شَدُّوا لمجدٍ بالجهودِ رحالا
في كلِ وادٍ إذ تهيمُ بكوكبٍ
.............تلقى الصعيدَ مُبَجَّلا ومثالا
مصرُ العظيمةُ والمكرمُ أهلها
......شرقًا وغربً والجنوبَ شمالا
ولقد كتبْتُ عن الصعيدِ قصيدتي
.....فالقلبُ يهفو للجذورِ وصالا