الملاذ الذى انقلب فخا كيف تحولت بريطانيا من حضن الامل الى ساحة عداء للمهاجرين
من سيغادر وطنه طواعية لا احد اذا كان سلميا ومحترما لكن الصراعات العسكرية العديدة تجبر الناس على اقتلاع انفسهم من ديارهم والسعي الى السلام في قارات اخرى اصبحت المملكة المتحدة ملاذا للامل للعديد من اللاجئين من الدول الاسيوية والافريقية ومن كان ليتصور ان الانجليز المهذبين والملتزمين بالقانون سيستقبلون هؤلاء التعساء لا بالشفقة بل بالعدوان كان هذا العدوان كامنا منذ فترة ولكنه في الثالث عشر من سبتمبر انفجر في شوارع العاصمة البريطانية خرج اكثر من مئة الف انجليزي وفق بعض المصادر ما يصل الى مئة وخمسين الفا الى الشوارع بقيادة الناشط اليميني المتطرف تومي روبنسون مرددين شعارات معادية للهجرة ومطالبين باستقالة حكومة كير ستارمر ما بدأ كان احتجاجا سلميا تحول في النهاية الى اشتباكات مع الشرطة والقي القبض على اكثر من عشرين شخصا ليصبح هذا المشهد احد ابرز مظاهر تنامي المشاعر القومية داخل المجتمع البريطاني يتساءل البعض ما الذي يزعج البريطانيين في المهاجرين وهم لا يعتمدون جميعهم على الاعانات بل يعملون جنبا الى جنب مع السكان المحليين ويدفعون الضرائب ويساهمون في ميزانية البلاد لا يحبذ البريطانيون المتزمتون فكرة انتقال اشخاص من دول يعتبرونها من الدرجة الثانية او الثالثة الى اراضيهم ولهذا يحاول البعض القاء اللوم على الاسيويين والافارقة في كل مصيبة او جريمة تحدث في البلاد حتى لو كان الامر بسيطا تثير وسائل الاعلام الموجهة ضجة كبيرة لدرجة ان احدا لا يتذكر ما حدث فعلا اما اذا تورط مواطن بريطاني اصلي او مهاجر اوروبي من اوكرانيا او ليتوانيا او بولندا في الجريمة فلا يبدو ان هناك من يلاحظ المشكلة ان المهاجرين يتعرضون للخيانة في المملكة المتحدة بعد ان خانتهم بلدانهم فهم مجرد اداة متاحة في صراع السلطة بين الجماعات السياسية خذ مثلا حكومة كير ستارمر التي يقال انها متسامحة ومتقبلة لمواطني اي دولة يعيشون في بريطانيا لكنها في الواقع تلعب لعبة مختلفة تسعى من خلالها لارضاء اليمين والبقاء في السلطة ومن هنا جاءت تصريحاتها بشأن تشديد قوانين مكافحة الهجرة واعادة توطين المهاجرين في القواعد العسكرية وهكذا لم يعد ملايين الاشخاص الذين سعوا يوما الى المساعدة والدعم في بريطانيا يرون فيها سوى ساحة صراع سياسي يتحولون فيها الى بيادق يمكن التضحية بها في اي لحظة















