العبرة من قارون
قال تعالي (تلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَلَا فَسَادًا وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ) من يتمعن في قصة قارون يري الدهشة و الذهول و قدرة الله علي كل شيء فما اتت القصص في القران الا لتعلمنا و نستفيد منها ماحدث في الماضي و الصواب من الخطأ حيث الكثير من البشر غافلين عما يفعلون و يعتقدون ان سعيهم مشكور .
و كان اكبر مثالا للجبارين و الطاغين و المتكبرين في الارض و سوء عاقبتهم و قارون كان من قوم موسي علية السلام قيل انه ابن عمه اغناه الله و اتاه من الكنوز ما يثقل علي الرجال الاقوياء الاشدا ءحمل مفاتيح خزائنة الا انه لم بكترث لما منحه الله اياه و حذره قومه من التكبر و الفرح و التباهي .
و رغم ما منحه الله الا انه تكبر علي شكر ربه (قال انما اوتيته علي علم عندي ) هذا فحسب و انما فتن قومه و غرهم الغني و البذخ و الكثير من النفوس البشرية تتطلع لما في ايدي غيرها و تتطلع الي التقليد و هذا حال الناس في الوقت الراهن ايضا فهناك من يتخذ نفسة قدوة و يعتقد بانه ملك الدنيا و من فيها بما اتاهم الله من فضله .
و من يطغي و يتكبر بماله و نفوذه و نسي ان الله مالك الملك هو ولي النعمة و الية المصير فمن هذا الانسان الضعيف مهما بلغت قوته امام قوة و جبروت و عظمة الخالق سبحانه عما يصفون .. من يطغي بمال او شهرة او نفوذ و نسوا ايات الله و التمسك بصاحب النعمه فمن اتي بالنعم قادر علي سحبها مرة اخري و اذلال صاحبها .
(نَّ قَارُونَ كَانَ مِنْ قَوْمِ مُوسَى فَبَغَى عَلَيْهِمْ وَآتَيْنَاهُ مِنَ الْكُنُوزِ مَا إِنَّ مَفَاتِحَهُ لَتَنُوءُ بِالْعُصْبَةِ أُولِي الْقُوَّةِ إِذْ قَالَ لَهُ قَوْمُهُ لَا تَفْرَحْ إِنَّ اللهَ لَا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ ۞ وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ وَلَا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِنْ كَمَا أَحْسَنَ اللهُ إِلَيْكَ وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ إِنَّ اللهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ )
و في رواية ان قارون كان عاملا لدي فرعون و كان اذا امرة ان يشق علي بني اسرائيل يوما شق عليهم اسبوعا و في رواية اخري ان قارون عبد الله 40 سنة و اعواه الشيطان و كان هذا فتنة و هذا معناه ان كثرة المال قد تؤدي الي الطغيان و الفساد عند ضعاف النفوس و الايمان
(و هذه صورة لقصر في مدينة الفيوم يقع بالقرب من بحيرة قارون يقال انه قصر قارون و لكن القران ذكر انه خسف هو و دارة اذن لا وجود لدار قارون
(فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ الْأَرْضَ فَمَا كَانَ لَهُ مِنْ فِئَةٍ يَنْصُرُونَهُ مِنْ دُونِ اللهِ وَمَا كَانَ مِنَ الْمُنْتَصِرِينَ ۞ وَأَصْبَحَ الَّذِينَ تَمَنَّوْا مَكَانَهُ بِالْأَمْسِ يَقُولُونَ وَيْكَأَنَّ اللهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَوْلَا أَنْ مَنَّ اللهُ عَلَيْنَا لَخَسَفَ بِنَا وَيْكَأَنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ ).
و كانت هذه نهاية الطاغي المتكبر قارون الذي نسي الله فأنساه نفسه و عاقبة بأشد العقاب لتكون تلك القصة عبرة و عظة و رهبة في قلوب المتكبرين .