قصة من أروقة محاكم طهطا ,,,,
جلست أمام محرر الخبر الفوري تروى مأساتها فهى تبدو في الثلاثينيات من عمرها، لكن ملامح الدهر وقسوة الزمن غالبة على تقسيم وجهها ،فيخيل اليك أنها في نهاية خريف العمر ،
بدأت أولى حكايتها قائلة بسؤال للمحرر هل يوجد بشر في الحياة بهذة القسوة؟
هل يدفع الأبرياء ثمن طبيتهم وإيمانهم بمبادئهم ؟
رقرقت عيناها بالدموع قائلة أنا خريجة معهد تمريض الثلاث سنوات ، قضيت أولى سنوات تعينى بمدينة دار السلام، حتى تم نقلى الى مدينتى طهطا وجاء توزيعى على إحدى الوحدات الصحية بالقرى ، ولم أعرف أن مأساتى قد بدأت منذ تلك اللحظة ،حينما كنت وقتها أبنة الإثنان وعشرون عاماً،
فقد شاهدنى أحد الآباء بمقر عملى و الذى كان يبدو طاحنا في السن أقترب منى قائلاً أنا مقيم شعائر بأحد المساجد أبحث عن عروسة لإبنى هو مؤذن شعائر يقيم فرائض الله ،
خلال أسبوع تقدم لى ذلك الزوج والذى كان يكبرنى بإحدى عشر عاماً ولظروف لا أعرفها فقد تمت الخطبة والزواج سريعآ بما لا يتجاوز الشهرين لم أعرف عن طبيعته شيئاً فقد كان يبدو لى جيدآ بملامح مؤذن الصلاه ، عشت في كنفة عدد من السنوات بحلوها ومرها ، فقد أنجبت بنتين وولدا ، إلا أن إستيقظت ذات يوم على كارثة كبرى فقد أتهم زوجى وأخية العامل بإحد المساجد أيضآ، بقتل إثنين من شباب القرية لنزاع على قطعة أرض بوضع اليد، فمن اللحظة الأولى للقبض عليهم، قمت ببيع مصاغى لاوكل أحد المحامين للدفاع عنهما ومتابعة سير القضية ،حتى جاء الحكم سريعاً بحبسهما سبعة سنوات،
كانت فاجعة على وعلى أولادى الصغار لكنى أرتضيت بقضاء الله وقدرة، تم ترحيلهما لسجن الوادى الجديد، كانت الزيارات الشهرية مرهقة جداً تمثل الشقاء والعناء والإهانة أستدنت خلال السنوات الأولى الألوف من الجنيهات لأوفر لهما حياة كريمة داخل السجن من ترك مبالغ بالكنتين إلى سجائر إلى ماكولات إلى بطاطين إلى ملابس إلى رشاوى لتمرير الزيارات حتى أفلست تماماً، وهمست لزوجى بذلك فبادرنى نحن لا نستطيع الإستغناء عن الزيارات
ثم قال يوجد مبلغ بالبريد بإسم أخى أرفعى دعوى تمكين مستعجلة، وهو سيوافق لتنفقى منه علينا وعلى أولادنا ولا تنقطع الزيارات ،كان المبلغ 230 ألف جنيه ،
قمت برفع الدعوة بالمحكمة وقد تم أخطارهم بالسجن جاءت الموافقة سحبت المبلغ بدأت أنفق منه على وعلى أولادى حتى خرجا بعد أنقضاء المدة حيث قضى زوجى ثلاثة سنوات ونصف وأخيه سبعة سنوات ،
وجاءت اللحظة التى لم أفكر فيها أبدآ
أو اضعها بحساباتى فقد كانت صدمة عمري عندما جلسا معآ بعد خروج شقيق زوجى من السجن، ان يتفق الإثنان زوجى و أخيه على أننى أختلست المبلغ وتحايلت على القانون، وعلى القيام برده فوراً ، وإلا الويل كل الويل، برغم حصولى على المبلغ بحكم محكمة والإعلان الموقع عليه منه وموافقته ،
بدأت مرحلة أخرى من الإهانات والضرب من أجل التوقيع على إيصال أمانة بالمبلغ،وبأعتباره دينآ على، وحينمآ وجدوا إصراري على الرفض ،كان المقابل طردى في منتصف الليل، بأولادى لأسير وسط الزراعات الى خارج القرية، وأستقل وسيلة الى مدينتى وبيت أهلى
وسريعآ خلال أيام جائنى خبر زواج زوجى والد أولادى من أخري وبالمثل فعل شقيقه ،ردآ للجميل
ثم قاموا برفع قضية ضدى بالإختلاس، وقد جاءت تحريات المباحث بصحة الواقعة، بالإستيلاء على المبلغ، ووقتها طلب المحامى من القاضى سماع شهادة الشهود، ومنها أختهم ذاتها، وبيان زيارات السجن ومصاريف المدارس، ولكن القاضى لم يستجيب لكل ذلك، وكان الحكم برد المبلغ أو الحبس،
فأردت الثأر لكرامتى فرفعت قضية خلع، وجاء الحكم لصالحى ،حاول بعدها الكثيرين التوسط للحل كان شرطى مقابل عودتى التنازل عن القضية، فرفض أخيه نهائياً ، وأصر على المضى قدمآ فى القضية، باءت محاولات الجميع بما فيهم لجنة المصالحات بالفشل، فهؤلاء القوم غليظى القلب، متحجرى المشاعر ،
فٱيقنت أنها إرادة الله فقمت بسحب قرض على مرتبى بمبلغ 150 ألف جنية وعرضته عليهم فرفضوا أستدنت حتى أكملت المبلغ إلى 200 ألف جنية
واليوم أنتظر مصيرى المجهول مع الحبس فالجلسة القادمة يوم الأحد القادم لم يكتمل المبلغ بعد ولم يتم الصلح
قصة واقعية من أروقة المحاكم،