صفوت عمران يكتب قراءة في تشكيل هيئة مكتب برلمان 2020 المزور
#دلالة إبعاد دكتور علي عبدالعال من تشكيل هيئة مكتب مجلس النواب المزور في كثير من دوائره - كما حدث في انتخابات الدائرة الرابعة بسوهاج "طهطا وطما وجهينة" - تتجاوز خلافه الضيق خلال الفصل التشريعي السابق مع قيادات حزب مستقبل وطن برئاسة اشرف رشاد ـ وقتها ـ ومن يقفون في الكواليس وراء ذلك الحزب، ذلك الخلاف الذي بدأ منذ تأييد عبدالعال لتشكيل قيادات ائتلاف "دعم مصر" حزباً سياسياً، ثم تم التراجع عن ذلك المشروع بسرعة البرق مع إصرار جهات محددة على أن يكون "مستقبل وطن" الحزب الأكبر داخل الدولة المصرية.
ويرجع عمق إبعاد عبدالعال - الضعيف - بعد خمس سنوات من رئاسته ذات المجلس رغم ضعفه إلى سببين:
1- خلال الفترة الماضية وتحديدا أخر 6 شهور سرت حكاية بين الأوساط السياسية والشعبية تقول: "أن الدكتور علي عبدالعال ابلغ الرئيس عبدالفتاح السيسي أنه اكمل مهمته وسأل الرئيس إذا كان يريد منه شيئا آخر؟" فكان رد الرئيس وفقا للرواية: "انت مكمل معانا يا دكتور علي" وهذه كانت وفقا لأصحاب الرواية إشارة إلى استمرار دكتور علي عبدالعال رئيسا للبرلمان الجديد - الذي كان يجري اعداده في ذلك وقت - وردد المتابعون "يا ابن المحظوظة يا علي عبدالعال" ومع صمت دوائر السلطة عن تلك الرواية وعدم نفيها في مهدها انتشرت مثل النار في الهشيم، ثم مع ترشيح عبدالعال في القائمة الوطنية "مضمونة النجاح" تأكدت الرواية ليأتي ابعاد عبدالعال والمجئ بالمستشار حنفي جبالي رئيسا للبرلمان إشارة سلبية مفادها: "أن كلام الرئيس لم ينفذ وأن هناك داخل النظام من يستطيع عدم تنفيذه" .. وهو خطر لو تعلمون عظيم لابد من الرد علية فورا وبأقصى سرعة.
2- علي عبدالعال احد رجال النظام الذي صُعد به من الظل إلى قمة السلطة التشريعية وجُعل الرجل الثاني في الدولة خلال الخمس سنوات الماضية، يتفق الكثيرون على أنه نفذ أجندة النظام بالكامل وتحمل في سبيل ذلك نقد واسع، ورغم ذلك مع اقتراب انتخاب البرلمان الجديد كان المزاج الشعبي اقرب إلى رفض استمرار عبدالعال ولو منع من الترشح من الأساس للبرلمان نقطة تحسب لصالح النظام لكن مع انتخابه مجددا تقين الجميع أنه باق وأنه رجل النظام الذي لا يمكن التفريط فيه، وبعد مشهد اليوم والاطاحه به بتلك الطريقة .. كانت هناك دلاله سلبيه مفادها: "النظام يبيع رجاله".
#الواقع سواء كنت مع أو ضد الدكتور علي عبدالعال فإن طريقة عدم انتخابه مجددا في رئاسة المجلس مزلة وكان واضح جدا أنه تفاجئ بأبعاده، ووفقاً لمراقبون أنه سيكون أول شخص في تاريخ الحياة النيابية المصرية بعد ثورة يوليو 1952 يتراجع من موقع رئاسة البرلمان إلى مقعد العضوية فقط، كما ذهب البعض إلى أنه كان يفضل ألا يتم انتخابه مجددا ويكتفي بدورته النيابية السابقة وينهي حياته النيابية كرئيس مجلس على أن يصبح مجرد عضو برلمان وأنه لو كان يعرف ذلك المصير لرفض الترشح من الأساس للمجلس الجديد، وهناك من قال أن عبدالعال لن يتحمل ذلك وأنه لن يحضر أية جلسات مجددا، وبذلك يكون خصوم عبدالعال نجحوا في اذلاله ولم يتمكن أحد من حمايته حتى لو كان ......
#المجئ بالمستشار حنفي جبالي رئيس المحكمة الدستورية العليا السابق رئيسا لمجلس النواب يعطي دلالة سلبية أخرى كان النظام في غنى عنها، وهو الذي شارك في تمرير اتفاقية سعودية جزيرتي تيران وصنافير رغم الرفض الشعبي الواسع لذلك وإيمان اغلب المصريين أن الجزيرتين مصريتان، وهو الذي سبقه مجئ المستشار إبراهيم عبدالرازق رئيس المحكمة الدستورية الأسبق رئيسا لمجلس الشيوخ وهو أيضاً شارك في تمرير ذات الإتفاقية، مما يعني أن القضاة الذين قالوا: "إن تيران وصنافير سعودية" تم مكافأتهما ليصبحا على رأس السلطة التشريعية المصرية، ولا هذا لا يعفي تورط علي عبدالعال ومجلسه بالكامل أيضا في تمرير ذات الاتفاقية المشبوهة المعروفة بـ "التنازل عن تيران وصنافير للسعودية"، في المقابل نجد المستشار "يحيي الدكروري" الذي أصدر حكماً تاريخياً بأن الجزيرتين مصريتان تم حرمانه من رئاسة مجلس الدولة ثم إخراجه إلى المعاش ليجلس في بيته، وفي ذلك إستفزاز للوجدان الشعبي، ولا أدري إذا كان صانع القرار السياسى يدركها ويقصدها أم غابت عنه.
#اما فيما يتعلق بمنصب الوكيلين، فإن اختيار المستشار أحمد سعد الدين امين عام البرلمان السابق لمنصب الوكيل الأول أمر جيد لخبرته القانونية، ورغم أن هذه تجبرته النيابية الأولي وكان متعارف أن وكلاء المجلسين يكونا من أصحاب الخبرات النيابية إلا أنه يشفع له معرفته وثيقة بأروقة مجلس النواب باعتباره قد كان جزء رئيسي من دولاب العمل في البرلمان خلال السنوات الأخيرة.
#اما اختيار رجل المال محمد ابو العينين وكيلا ثانياً رغم فيلم أبعاده من القائمة الوطنية ثم ترشحه فردي مستقل بعيدا عن حزب مستقبل وطن والذي جاء بعد شهور من تزوير الإنتخابات له في اخر دور انعقاد للبرلمان المنتهية ولايته، ثم ما يشوب انتخابات دوائر الجيزة بالكامل من طعون بالتزوير، يضع علامة استفهام كبيرة خاصة بعد حصوله على 422 صوت أغلبهم من نواب حزب مستقبل وطن، وهو يثبت أننا كنا امام فيلم سياسي "درجة تالته" يتجاوز كونه بطولة أحد رجال نظام مبارك البارزين، واتهامه وآخرين بشراء المقاعد مقابل المال إلى أنه لم يكتف بالعضوية إنما حصل على منصب وكيل البرلمان!!، ولم يكن تراجع الكاتب الصحفي مصطفى بكري عن الترشح لمقعد الوكيل كما قال حرصا على التوافق فقط وانما أيضاً لأنه لا يستطيع منافسة محمد ابو العينين صاحب المحطة الفضائية التي يعمل بها ورجل المال الذي بات السلاح السياسي الأقوى خلال السنوات الأخيرة، فسوف يخسر بكري الوكالة والبرنامج التلفزيوني معا.. وهو اذكى من أن يقع في ذلك الفخ.
#اللافت أنه لأول مرة يتم اختراق العرف النيابي الذي وضع منذ عقود وكان ينص على: "أن وكيلا البرلمان يكون أحدهما من بحري والآخر من الصعيد"، ولاول مرة يخرج الصعيد بلا أحد وكيلي مجلس النواب "الشعب سابقاً"، وهي دلالة سلبية تؤكد ضعف مستوى نواب الصعيد داخل المجلس، لكن هذا الصمت المريب على خسارة الصعيد مقعد تاريخي، لم يكن مستغرباً بالنسبة لمتابعي المشهد السياسي خاصة بعد اللقاء الذي تم عقده قبل أيام بين شخصية سياسية وعدد كبير من نواب الصعيد والذي قال لهم: "اوعوا تفتكروا أن حد فيكم نجح بفلوسه ولا بشعبيته .. ولا حد يقولي انا نمبر ون .. احنا اللي نجحناكم ولو سبناكم للناس كانوا كلوكم .. احنا عارفين نجحناكم اذاي .. محدش ينسى نفسه .. مش عايزين صداع .. مش عايزين خناقات على اللجان .. كل واحد يكتب تلات رغبات واحنا اللي هنقول مين هيتسكن فين" ولم ينطق أحدهم بكلمه والجميع طأطأ رأس