رائدة الأعمال الإماراتية فهيمة علي تؤسس شركة «سكاي ريفر» متخصصة في أجهزة تحويل الرطوبة إلى مياه تعرف عليها
تمكنت رائدة الأعمال الإماراتية فهيمة محمد علي، مؤسسة شركة «سكاي ريفر» المتخصصة في أجهزة تحويل الرطوبة إلى مياه ومكافحة الفيروسات، من تحقيق نمو عالٍ في المبيعات وصل إلى 200% منذ بداية أزمة جائحة كورونا، كما أدخلت منتجاً جديداً إلى السوق يقتل جميع أنواع الفيروسات لاقى رواجاً كبيراً، مؤكدة أن الأزمة لربما كانت فرصة كبيرة للتطور والنمو كون المنتجات التي تقدمها تناسب هذه المرحلة.
ما خلفيتك الأكاديمية والعملية؟
حاصلة على شهادة بكالوريوس من تقنية دبي العليا في مجال المالية والاقتصاد، ومن ثم عملت لمدة 10 سنوات في طيران الاتحاد نلت خلالها الكثير من الخبرة بالإضافة إلى أن فكرة مشروعي استوحيت من خلال عملي في الشركة.
من أين جاءت فكرة تأسيس المشروع؟
خلال عملي في طيران الاتحاد لاحظت أن الضباب يتسبب بالكثير من المشاكل لرحلات الطيران، ما يضطر الشركات إلى إلغاء رحلاتها وتأجيلها، وإلى جانب ذلك تستخدم شركات الطيران تقنية متطورة لتحويل الضباب أو الرطوبة إلى مياه، ولذلك قررت البحث عن هذه التقنية في الأسواق العالمية وقررت تأسيس شركة تعمل في هذا المجال، وكذلك المساهمة في جهود الدولة لتحقيق الاكتفاء الذاتي من المياه خلال السنوات القادمة، وخاصة أننا متواجدون في منطقة تواجه تحديات تتعلق بندرة المياه ونعتمد على محطات تحلية المياه بشكل كبير.
متى أسست الشركة؟
انطلقت الشركة في عام 2015 عبر التمويل الشخصي وبالتعاون مع مؤسسة محمد بن راشد لتنمية المشاريع الصغيرة والمتوسطة، والتي ساعدتني في الحصول على رخصة انطلاق، إلى جانب تسهيل عملية الحصول على العقود والاتفاقيات من الجهات الحكومية والخاصة، وتم إطلاق المنتج الرئيسي الأول في السوق والخاص بتحويل الرطوبة إلى مياه والذي لاقى إقبالاً كبيراً مع العديد من الملاحظات التقنية، ولذلك تم التوقف لمدة سنة لتطوير المنتج وإزالة العيوب وإعادة إطلاقه مجدداً، علماً بأن المنتج أطلق بالتعاون مع شركة توشيبا اليابانية، فضلاً عن بعض القطع من ألمانيا والدنمارك وتتم عملية التطوير في مقر الشركة في مجمع دبي للاستثمار.
من هم أبرز عملاء الشركة وما هي المبيعات السنوية؟
التعاون مع مؤسسة محمد بن راشد ساعدني كثيراً في التواصل وعقد الاتفاقيات مع جهات حكومية وخاصة لتوريد المنتج إلى مرافقهم، ومنها أدنوك وجافزا وبنك الإمارات دبي الوطني وبلدية دبي وشركة اتصالات وطيران الاتحاد وشرطة دبي والعديد من الفنادق في دبي، ويبلغ سعر الجهاز الرئيسي نحو 5500 درهم وتمكنت الشركة من تحقيق مبيعات سنوية كبيرة خلال السنوات الماضية، ولا سيما أن الشركة عبر اتفاقية مع بنك الإمارات دبي الوطني تمنح العملاء إمكانية تقسيط الجهاز على 4 سنوات بدون فوائد مع إمكانية التوصيل إلى المنزل وفترة ضمان.
متى تم إطلاق المنتج الثاني؟
مع بداية أزمة كورونا قامت الشركة بإطلاق المنتج الثاني بسعر 1100 درهم وهو عبارة عن جهاز لتنقية المياه بجودة عالية عبر فلاتر متقدمة ومتطورة، والتي تتفوق على المنتجات الموجودة في السوق بنسبة 100% وبالفعل مع توجه الناس نحو الخيارات الصحية لاقى المنتجان الأول والثاني إقبالاً لافتاً وارتفعت المبيعات بنسبة 200%، وبالتالي نستطيع القول إن كورونا كان بمثابة فرصة لنا للتطور وتحسين سمعتنا في السوق، ولا سيما أننا استطعنا أن نوظف إمكاناتنا في المكان الصحيح.
هل المنتج القاتل للفيروسات حاصل على موافقات محلية؟
بالفعل أطلقت الشركة خلال أزمة كورونا منتجها الجديد «سكاي رفير بيغيلي»، بالتعاون مع شركة إيطالية، وهو جهاز يقوم بقتل جميع الفيروسات الموجودة في المكان عبر تقنية ضوئية متطورة، علماً بأن الجهاز حصل على موافقات البلدية وهيئة الإمارات للمواصفات والمقاييس، وهو معتمد من جميع بلديات إيطاليا، فضلاً عن موافقات من جامعتين مرموقتين في إيطاليا أجرتا بحثاً علمياً واختبارات على التكنولوجيا المستخدمة في الجهاز، وخاصة أنه لا يطلق غاز الأوزون السام المستخدم في الكثير من الأجهزة المشابهة، وحالياً يباع الجهاز بسعر 1100 درهم في السوق المحلي وتم عقد العديد من الاتفاقيات مع الجهات الحكومية لتوريد الأجهزة لها.
ما أبرز التحديات التي واجهت الشركة عند إطلاق منتجاتها في السوق المحلي؟
التحدي الأكبر بالنسبة لنا هو الحصول على الموافقات والتصاريح للمنتجات الجديدة أو التكنولوجيا الجديدة من الجهات المحلية المختلفة، وبالفعل واجهتنا هذه المشكلة عند إطلاق المنتج الأول كون البلدية لا تمتلك أجهزة متخصصة لقياس الرطوبة في الجو حتى تم استحداث ذلك لاحقاً، وكذلك الأمر بالنسبة للأجهزة الأخرى نواجه صعوبة في إدخالها للسوق بانتظار الموافقات.
ما خطط الشركة المستقبلية؟
كانت أزمة كورونا بمثابة فرصة استثنائية للشركة لتثبيت أقدامها في السوق وكسب المزيد من العملاء الذين أصبحوا يثقون بنا بسبب جودة المنتجات التي نقدمها لهم، ونعمل اليوم على تطوير أساليب التسويق لمنتجاتنا عبر مواقع التواصل الاجتماعي، كما نسعى لدخول أسواق مجاورة في منطقة الخليج، ولا نزال نقوم بعملية بحث مستمرة لأي تكنولوجيا متطورة وحديثة لاستقدامها إلى السوق المحلي لتنويع باقة منتجاتنا.
ما النصائح التي تقدمينها لرواد الأعمال في ضوء تجربتك الناجحة؟
يجب التأكيد على أن دولة الإمارات وحكومتها الرشيدة لم توفر أي جهد لتقديم كافة سبل الدعم والمساندة لرواد الأعمال في الدولة، لتشجيعهم على إطلاق وابتكار أفكار جديدة في شتى المجالات الاقتصادية والمنافسة والتوسع في الأسواق الإقليمية والعالمية، وبالمقابل يجب على رواد الأعمال أن يقوموا بعملية بحث واستقصاء معمقة للمنتجات أو الخدمات التي يرغبون في طرحها في السوق المحلي، ولا سيما أن السوق وأذواق وسلوكيات المستهلكين قبل كورونا اختلفت بعدها، وبالتالي يجب التنبه إلى ذلك، والعمل على مواكبة المرحلة الجديدة والتغيرات الجذرية التي طرأت على مختلف القطاعات والأصعدة.