عبدالحى عطوان يكتب :- القتل بالإهمال مستمر ومأسورة التبريرات الواهيه جاهزة
#أنتابنى بالأمس هول ما قرأته وشاهدته، على صفحات التواصل، من موت السيد عبده حسين عبدالرحيم بائع متجول وإصابة ابنه لسقوطهم داخل إحدى الحفر لشركة العبد المنفذة لمشروع مياة الشرب والصرف الصحى ، بطريق نزلة خاطر بقري غرب طهطا ،
#ولم يكن هذا الحادث هو الأول ، فقد أعتادت هذه الشركات أن تترك أعمالها مفتوحة، بدون تأمين لسلامة المواطنين أو علامات إرشادية تحزيرية، وكان أرواح المواطنين لا تعنيها ، أو أنها فوق الدولة والقانون، فقد كسرت أرجل شاب قبل ذلك بعام بطريق بنجا بنفس الطريقه وهى ترك الغرف مفتوحة ،
#ومع كل حادث يثور الغضب الكامن فى نفوسنا ، ونبدا بالصراخ والعويل , و التشنجُ، والثورة، على حياتنا وظروفنا الاجتماعية ُ،ونطالب بالمحاكمات العاجلة ورحيل المسؤولين ، وسرعان ما تطفحُ ماسورة التبريرات الواهية والأكاذيب المُضلله من القيادات والرؤساء والسلاطين ،فنهدأ وينتهى التشنج وتنطفئ الثورة بداخلنا ، مع أنه حادث ناجم عن تقصير وإهمال وواضح وبين للعيان ،
#وإذا كنا فى دولة حقيقية تسمى الأمور بمسمياتها ، فمثلما ندين الإرهاب لأبد أن ندين الإهمال ، فإنَّ الجُرمَ واحد، وأن تعددت الأسبابُ، فالقتلُ جاهزٌ لإنجاز المهمة في أي وقت، إرهاباً أو إهمالاً.. لماذا نغضبُ من أى عملية إرهابية ونبكى بالأيام لانها تحصد أرواح شبابنا ، اذن لماذا نصمتُ عن الإهمال؟ و نري مبررا للمسئولين وأعذارآ واهية ! لماذا تنتفض الدولة بكل وزرائها مع أى عملية إرهابية؟ ولا تنتفض لحواداث الطرق يومياً والتى يروح ضحيتها، عشرات القتلى والمصابين غيلة وغدرًا أيضًا ؟ لماذا لا نسمع تصريحآ لوزير التنميه المحلية عند الموت بالإهمال مثلما يفعل شيخ الأزهر، ووزير الأوقاف، وبابا الكنيسة، وتخرج بيانات الإدانه والمحاكمة عند الموت بالإرهاب ، هل رأينا بأعيننا مسئولآ يحاسب عن حوادث الطرق !هل توعد احد القتله المهملين ؟ هل دماءُ المصريين صارتْ رخيصة مُستباحة إلى هذا الحد؟
هل أصبحنا بهذا الرخص ؟ فقد تم بالفعل تحديد اسعارنآ كرتونه عند الإستفتاء، ومائتان جنيه عند الإنتخابات وعند الوفاة عشرة آلاف من وزارة التضامن الإجتماعى ؟ هل لننا أصبحنا ورقة بائسة فى عملية التوظيف السياسي البغيضة ، فتروكنا نموت داخل الحفر أو تحت عجلات القطار ؟ هل الدولة صارت حصنا آمنآ للفسده والمهملين ، فقد صرنا نسمع كثيرا عن من يحمى الفاسد من العزل والمحاكمة، وربما يكافئ ويسمح له بتولي مناصب أخرى يواصل فيها إهماله؟
#وفى النهاية نطالب محافظ سوهاج اللواء طارق الفقى بالتحقيق الفوري، فى وفاة الشاب داخل حفرة بطريق نزلة خاطر حتى لا تظل حوادث الإهمال وحصد الأرواح عرض مستمر، تقبع خلف حجج المسئولين الكثيرة ، فتصير نهجاً وعقيدة، للمتكاسلين، وكفا الجلوس خلف المكاتب الوثيرة وإطلاق الشعارات الرنانه ، فمن لا يقدر حدود وظيفته ومسؤليتة إتجاه أرواح المواطنين الأبرياء ، يرحل تاركا المنصب لمن يستحق .
#فمثلما لادين للإرهاب لا دين الإهمال والفساد، والقصاص العادل يمنع حصد الأرواح .
#لبشاعة الحادث نضع صور الضحايا أمام أعينكم لتتحرك ضمائركم