عبدالحى عطوان يكتب :- الإنتخابات البرلمانية الحالية لبسنا ثوب الحضارة والروح جاهلية ،
#اليوم وأنا أتابع الإنتخابات البرلمانية الحالية، جاء بخاطرى حديث جدتى، حينما شاهدت التليفزيون لأول مرة ، وكان لديها اليقين أن جميع ما تشاهده من شخصيات على الشاشة يعيشون داخل الصندوق الخشبي للجهاز ، ومهما حاولنا إقناعها بالتكنولوجيا والتقدم ، كانت تعود وتتساءل أين يذهب الممثلون والشخصيات بعد إغلاق الجهاز ؟
#ومرت الأعوام والسنين وذاد التطور التكنولوجى فى كل قطاعات الحياة، لكننا نحن مازلنا فى أماكنا ثابتين، نستورد النتيجة ونهمل الوسيلة ، لنبقى دائما التابعين، فنغض الطرف عن تلك المنظومه الفكرية الثقافية وتطورها، التى أنشأت تلك المنتجات التكنولوجيه ، وجسدتها لنكون نحن المستهلكين، فبرغم نحن الآن نطلق على أنفسنا عصر الصناعة وعصر الحضارة وعصر المدنية الحديثه إلا أن هناك من المنظومات مازالت تلبس ثوب الجاهلية !!
#وبرغم لا يخلو تاريخ أمه من الأمم من لحظات فاصله ،تواجه فيها موقفاً أو حدثآ، يهز كيانها وينفض أعماقها ويدعوها الى الخيار ما بين البقاء أو الفناء ، إلا نحن ما زلنا إتجاه الإستجابة المنقوصه فى كل شئ ،نتحدث عن المدنية ونسلك مسلك الجاهلية ، نتحدث عن الحضارة ونرتع فى صور الفوضى والعشوائية ،
#واليوم يوجد الحدث الذى يعتبر المواجهة الحقيقية ما بين الحضارة والمجتمع القديم ، وهو منظومة الإنتخابات للمجالس النيابيه التى تمر علينا كل خمسة أعوام وما زالت تدار حتى الآن على طريقة سؤال جدتى !!
فمنذ الخطوات الأولى لها فى التقديم والتى مازالت ورقية وفيها من الإهانات الكثير لأدمية المرشح داخل مجمع المحاكم أو خلال الكشف الطبي ،
ثانيا..الإسوء فيها ولا يتغير بتغير المراحل وهو أستغلال جهل الناخبين من خلال الآميه والعوز والفقر سواء من قبل الأحزاب أو رجال الأعمال أو المرشحين بطرق مختلفة للرشاوى ، وتزوير إرادتهم والإتيان ببرلمانات ليست ضعيفة فقط ، ولكنها جاهلة سياسياً وثقافياً وقونونيآ، فما نشاهده اليوم من وجود بعض أعضاء للشيوخ تاريخهم السياسي لا يتعدى بضعة صور ، هو نتاج لهذا المناخ الذى يلبس ثوب الحضارة ويعيش بالجاهليه، يتحدثون عن الديمقراطيه ولا يعرفون شيئا عنها !
#والسؤال الأهم ماذا أنتم تريدون مجلس سيد قراره كالسابق بكل الشوائب أم نواب فى شكل عرائس مولد تتحرك بناءآ على إصبع الحاوى أو الجوكر ؟
#والسؤال الآخر كيف نسمح حتى الآن أن تدار تلك المنظومه التى تاتى إلينا بمن يدافع عن حقوقنا ويشرع لنا القوانين التى تحمينا ، وتنظم علاقتنا بالدوله، بهذه العشوائيه والغوغائيه وعدم الشفافيه؟
#هل يصح حتى الآن اللجنة العامة للإنتخابات بالمحافظات ترفض إستخدام الطرق الإلكترونية، التى تضمن الحيادية والنزاهة ،ومازالت حتى يومنا هذا ترفض أعطاء الكشوف الإنتخابية الخاصة بالدوائر للمرشحين، الذين لم يحالفهم الحظ بحجج مختلفة مما يفتح باب الإشاعات، بأن هناك مايشوب هذه العملية ونزاهتها ،
ثالثا ...عملية الطعون وعدم قبولها من قبل بعض المرشحين ،برغم المستندات الموثقة والفيديوهات المصورة ،للطعن فى كافة مراحل العملية الإنتخابية لدى الطاعن بحجج كثيرة !!
#والنتيجة النهائية لإستخدامنا مصطلحات جوفاء، دون مضمون حقيقى سواء فكرى أو ثقافى أو طرق تكنولوجية أن نجد المجلس القادم لا يختلف كثيراً عن ما عانينا من قوانينه فى الماضى،
#واخيرآ حينما يسقط المثقفين، والعلماء وأساتذة الجامعات من المرحلة الأولى وينجح أصحاب الثروات والطرق الغير مشروعه، فمن المؤكد مازلنا نلبس ثوب الجاهلية ،
كذلك حينما نغض البصر عن كل التجاوزات خلال العملية الإنتخابية أبسطها طريقة الحشد ، ونتحدث عن مجلس نيابي نزيه وحر ، ويستطيع إتخاذ القرار فى صالح المواطن فهذا هراء !
#وفى النهاية تبقى كلمة أتمنى الخروج بكثافة، و الإختيار الحر ، والإتيان ببرلمان يعبر عن الإرادة الحقيقة للمواطنين حتى لا نعانى مرة أخرى .