عبير عزيز ودراسة شاملة عن العلاقات الأسرية وآثارها على الأبناء
عبير عزيز ودراسة شاملة عن العلاقات الأسرية وآثارها على الأبناء
بقلم /عبير عزيز وديع
عبير عزيز باحثة أكاديمية متخصصة فى الدراسات المجتمعية حيث تقدم اليوم عبر بوابة " الخبر الفوري " دراسة مستفيضه عن العلاقات الأسرية خاصة العلاقة المفقودة بين الأم وأبنتها
وتقول "عبير عزيز " عن الأم بالنسبة لإبنتها هى الصديقة وهى الرفيقة والقدوة ، وهى التى تزرع فيها الأمومة وتعدها لتكون زوجة صالحة ، ترعى أبنائها وتتحمل مسئوليتهم ،وتزرع الثقة بنفسها ،
وتضيف "عزيز " إذا حدث خلل بهذه العلاقة يتعرض كل من الأم والإبنة الى مشاكل كثيرة ، وأهمها فقدان العلاقة بينهم والشعور بالجفاء والندية ،
وتتابع الباحثة خلال عملى كثيرآ ما تأتى إلينا الفتيات بهذه المشكلة ، وهى لا تزيد عن كونها مشكلة المشاعر التى تشعر بها الفتاه ، من حرمان للحب والحنان والدفء ،
وتروى الباحثة عن إحدى الفتيات فى إحدى الجلسات "للخبر الفوري " أحتاج إلى أمى بشدة وأشعر أننى نهر بلا ماء ،أشعر بأنى قلب بلا وريد ،كلما ذهبت الى حضنك وجدت أشواك تؤلمنى ، أشعر بالوحدة واليتم برغم وجودها على قيد الحياه ، أشعر بالغربة فى عالم ملىء بالأشخاص ، ليس لى سند ولا رفيق ولا صديق ،
فقد أصبحت سجينة لمشاكلها وهمومها ،لا أعرف معنى الحب ولا أعرف معنى كلمة أمى ، أفتقدك كثيرآ يا أمى ،
أحتاج أليكى بشدة ، فأنا فقدت هويتى بفقدانك فى حياتى ،يالها من مشاعر مؤلمة من قلب مجروح يحتاح للحنان ويستعطف الحب .
وقد أوضحت " عبير عزيز " أهم الإسباب التى تعوق العلاقة بين الأم والأبناء وهى
اولآ..مشاكل خاصة بالام
1) كثرة المشاكل الأسرية وخاصة الخلاف بين الأب والأم سواء خلافات مادية أو مشاكل فى التواصل أو سوء التفاهم ،وعدم وجود مشاعر وعاطفة بين الزوجين.
2)- قلب الأدوار فى الأسرة ,ترك الأب لمسئولياته ودفعها الى الأم فتصبح هى العائل الوحيد ,مما يجعلها مثقلة بعدة أعباء وبالتالى تهمل أو تقصر فى حق أبنائها.
3)- قلب الآدوار أيضا من ناحية إتجاه الأم بأبنتها فأحياناً من كثرة مسئوليات الأم تحمل تلك المسئوليات لأبنتها مثل العناية بأخواتها الصغار أو قضاء الإحتياجات المنزلية وبذلك تكون الأبنة هى الأم البديلة فى المنزل.
ثانيآ.... الأم التى تعرضت لعدة أيذاءات نفسية وقسوة فى التربية من عائلتها فى الصغر مثل عدم الإحتواء وعدم الحب والمقارنات بينها وبين الأقران وعدم تلبية الإحتياجات الأولية وذلك للأسباب الآتية
1) الزواج المبكر للأم و تحمل المسئولية فى وقت مبكر.
2) أصابة الأم بأمراض نفسية مثل الاكتئاب الشديد أو الوسواس القهرى .
3) أدمان بعض الأمهات للمخدرات أو للتسوق أو أدمان الميديا .
4) كثرة الإنجاب وتعدد الإبناء و الطلاق أو الإنفصال العاطفى للزوج.
4) ليس لديها ثقافة ولا وعى بالتربية وخاصة بالمراحل الفسيولوجية التى تمر بها أبنتها من تغيرات جسدية ونفسية وخاصة فى مرحلة المراهقة .
5) غيرة الأم من أبنتها ويحدث أحيانا عندما تكون الأبنة المفضلة لدى الأب أو أن الآب يقارن الزوجة بالأبنة. أو تكون الأبنة أفضل جمالاً أو ذات ثقافة عالية وهذا يرجع الى عدم النمو وعدم النضج النفسى للأم.
6) أم ليس لها رصيد عاطفى ومتقلبة المزاج.
وتتابع "عبير عزيز " هناك أنواع متعددة للأمهات
1) الأم المريضة : هناك بعض الآمهات التى تعانى من أمراض جسدية فلا تستطيع القيام بأمورها على اكمل وجه وتكون الابنة هى المعيلة ، أو وجود أمراض نفسية كما ذكرنا مثل الاكتئئاب .فهذا بدوره يؤثر على العلاقة بينهم وتكون الآم مقصرة فى حق أبنائها وخاصة الفتاه،
2) الأم الأنانية : أم دائمة الآنشغال بأمور حياتها مثل الترفيه والتسوق وهذا يعود الى كونها أم نرجسية تتمحور حول نفسها وتلبى رغباتها أولا .
3) الأم العاملة : والدائمة الآنشغال بعملها وتغيبها الدائم عن المنزل، لفترات طويلة وهذا يؤدى الى ضعف التواصل بينها وبين أبنائها وعدم أعطائهم الوقت الكافى للتواصل والإستماع والتفاهم ،
4) الأم الحاضرة الغائبة :موجودة بالمنزل وعلى قيد الحياه ، ولكنها لا تبالى ولا تهتم بأولادها ،وغالبا تعطى مسئولياتها للجدة أو الخالة أو الآب ويكون دورها سلبى ،
5) الأم المسيطرة :وهى التى تتدخل فى كل تفاصيل حياة أبنتها، سواء فى أختيار ملابسها، أو نوع الدراسة أو الهوايات وتريد أن تلغى شخصية أبنتها وهذا يؤثر فى تكوين شخصية الفتاه لانه يجعلها إنسانة غير مسئولة وعديمة الثقة بنفسها وأيضا يؤدى الى أعتمادية شديدة على الآم.
6)الأم ضعيفة الشخصية والمقهورة:الأم التى لا تعرف أن تقول لاء ولا تعرف كيف تؤكد حقوقها ،وأيضا المقهورة من الزوج والتى دائما تعيش دور الضحية .هذا يجعل الفتاه تكره هذا الدور وهذه الشخصية الخانعة لأنها أيضاً لا تعرف أن تأخذ حق أبنائها ولا يثقون بها لضعف شخصيتها فتبدأ الفتاه فى الانفصال النفسى عن هذه الام.
7) الأم دائمة النقد :لا تعرف كيف تشجع أبنتها ، ولا تكون مصدر دعم لها ، بل بالعكس دائما تنتقد أبنتها على اى شىء حتى أمام الاخرين ، ودائمة اللوم والعتاب وتعطى دائمآ الأبنة شعور بالذنب على اى تقصير ،
.
واوضحت الباحثة مدى تأثير العلاقة المفقودة والمختلة بين الأم وأبنتها وكيف تؤثر فى الفتاه فى عدة نقاط وهى.
أولآ.. عدم نضوج الأبنة عاطفياً وهذا يؤثر فى علاقاتها بالاخرين .
ثانيآ .. الزواج المبكر للهروب من الحياة مع العائلة وخاصة الآم .
ثالثآ... توجه الفتاه مشاعرها وعواطفها نحو الأب.
رابعآ... تبحث الفتاه عن أم بديلة تسدد لها أحتياجاتها العاطفية والنفسية مثل المدرسة أو الخالة أو العمة أو صديقة فهى تبحث عن الحب المفقود .
خامسآ...أنشغال الفتاه ببعض الهوايات مثل السباحة أو الرسم أو تربية الحيوانات لكى تعوض هذا الفقد والنقص فى الحب والاحتواء .
سادسآ...الإنطواء والعزلة أو قضاء أغلب الوقت مع الاصدقاء خارج المنزل وتجنب أى تعاملات مع الآم.
سابعآ....اللجوء الى تكوين علاقات غير صحية ، لتعويض هذا الفقد وعدم القدرة على أختيار أصدقاء جيدين.
ثامنآ....فشل فى الدراسة أو الآصرار على التفوق لكى تدعم ثقتها بنفسها و تعوض الحرمان من الحب بالتفوق.
تاسعآ.. ظهور بعض الإدمانات مثل أدمان العلاقات .
عاشرآ..عدم الألتحام بالهوية الأنثوية المستمدة من الآم ، وخاصة فى سن الطفولة والمراهقة ، مع شخصية الام المسيطرة يؤدى الى ظهور الميول المثلية عند الفتاه .
وأختتمت "عزيز " الدراسة ببعض الإقتراحات والنصائح التى تساعد على تحسين العلاقة بين الآم وأبنتها ومنها
1) عزيزتى الأم عليك بالإستماع الجيد لفتاتك وتعطيها جزء كبير من وقتك وأهتماماتك.
2)- عامليها كفتاة وصديقة وليس كطفلة .
3)- أعملى على تشجيعها دائما وكونى أنتى مصدر الحب والآحتواء .
4) أعطى أبنتك فرصة للتعبير عن رأيها وتعزيز الثقة بنفسها.
5) كونى على وعى بخصائص كل مرحلة فى حياة ابنتك وخاصة الفسيولوجية واعملى على تهيئتها لكل مرحلة .
6) أهتمى بالأتصال الجسدى مثل العناق والتقبيل والتربيت على الكتف .
7) تخلصى من المشاكل الشخصية والنفسية الخاصة بك .
8) تعلمى مهارات جديدة تساعدك فى الحفاظ على اسرتك مثل دورات تدريبية للتوعية فى العلاقات الزوجية وتربية الابناء .
9) عبرى لابنتك عن ثقتك بها وأنك دائما فخورة بها .
10) أكتبى خطاب أعتذار لابنتك عن ما صدر منك من أساءة فى المعاملة واوعديها انك سوف تحاولى إصلاح ما فسد فى علاقتكما .