اوهام السحر والجمال
أمر الرائد حسن بأستدعاء والدة هدير وسامح . لاستكمال الاستجواب.
جلست أم هدير وعيناها زائغتان بكل مكان في المكتب كأنها تنتظر شيئا يفسر لها كل هذا الغموض الذي أحاط حياتها من يوم انتحار ابنتها هدير .
فهي كالغريق الذي يريد التعلق بأي شيء لأنقاذه من تفكيره وهلاكه.
قطع شرودها الرائد حسن بسؤالها .
انتي كنتي عارفة أن هدير ليست عذراء أو صرحت لك بشيء من هذا . .
ازداد اتساع عين الام وكادت أن تخرج هاتين العينان من الصدمة علي مكتب هذا الرائد ..
ثم شعرت بجفاف شديد بحلقها . وحاولت ابتلاع ريقها بصعوبة واضحة لاحظها الرائد حسن.
وأمر الشاويش بأحضار كوب من الماء . . لانه شعر بصدمتها ..
صمتت الام وامسكت برأسها .
وتكلمت بصوت كله مرارة واحزان وسألته ماذا عرف أيضا بشأن ابنتها الغامضة .
جاوبها علي الفور بأنها كانت تتعاطي المخدرات .
تعمد أن يخبرها بكل الاشياء حتي تتجرع كل الصدمة مرة واحدة . لان التقطع في الصدمات يزيد الالم والجرح .
فأخبرها بكل شيء .
وكانت اجابتها واضحة علي وجهها الحزين المقهور . انها لا تعلم أي شيء عن ابنتها ..
شربت كوب الماء وهضمت معه كل المصائب واستلمت واستأذنت .. ورحلت صامتة شاردة .
دخل سامح بعدها للاستجواب .
هذا الشاب الذي لم يعرف أن يحتوي هدير أو يسيطر عليها .
لا يعتقد الرائد هاني أنه هو من افقد هدير عذريتها . ولكن لا بأس من المحاولة .
سأله أنه كان يعلم بأن هدير ليست عذراء وكانت تشرب المخدرات .؟
وما مدي العلاقة بينهم وحدودها ..
لم يظهر علي وجه سامح اي تعبيرات أو مفاجأة . فهو بارد وجامد بطبعه . تري أنه بروده ام كان يعلم ؟
تكلم سامح ببرود تام . وانكر أنه كان يعلم فحدود حبه ل هدير لم تتعدي المقابلات والخروجات والرحلات مع الأصدقاء.
لكن تكلم ببرود مع كبرياء . كأنه انجرح لكبريائه لنفسه لا من أجل الغيرة لانه انسان بارد مغرور . لا يعرف معني الغيرة .
أمره الرائد هاني بالانصراف . لأنه متأكد أنه ليس هو هذا الرجل ؟ الذي يمليء عقل هدير هناك شخص آخر ويجب أن يظهر .
طلب الرائد حسن قهوة تعيد له بعض التركيز . فهو لن يهدأ لأن القضية أصبحت مشتعلة أكثر مما مضي وهو يهوي الغموض ليفضحه.
علي الأريكة جلست ندا واشعلت سيجارة مع فنجان القهوة هي تريد أن تستفيق من كل هذه الهذيانات والاوهام .
تريد التحدث مع السلطان بكامل تركيزها ...
أمسكت هاتفها واتصلت به ..
لم يرد عليها .. نفخت دخان سيجارتها وشردت قليلا تتذكر الحلم العجيب . وتخيلت مشهد قطع رأس هدير ..
ثم رن هاتفها فانتفضت من مقعدها .
أنه هو السلطان ..
ردت عليه بخوف وفزع واضح بصوتها .
واستسمحته بالاعتذرات والمبررات بحجة التحقيقات .
رد عليه بكلمتين لا اكثر .
هشوفك بكرة .
واغلق في وجهها الهاتف
ارتعدت وارتعشت أن السلطان عندما يطلب أحدا إذن فهناك كارثة أو قد يحكم عليه بالاعدام .
ماذا يريد ؟
جلست علي الأريكة مضطربة قلقة مشوشة . وعاودت نفخ سيجارتها المحشوة سحرا لعلها تنسي ما قد كان .
فتحت الام غرفة ابنتها هدير ونظرت بها كأنها تفتحها من جديد . ووقفت أمام صورتها الكبيرة علي حائط الغرفة .
وصرخت بوجهها كأنها هي وليست الصورة المتجمدة علي الحائط .
لماذا يا هدير ؟ ماذا فعلت معك ليكون هذا نصيبي من الفضيحة والعار .!!
الله لا يسامحك . الله لا يغفرلك
لن اسامحك مدي حياتي وحتي مماتي . وأخذت كل شيء بالغرفة تبعثره. وفتحت دولابها وفتشت به وبملابسها . وفي جيوب هذا البالطو الطويل .
ما هذا أخرجت علبه قطيفة
بها عدة فصوص من الماس .
نظرت الام مندهشة .. الي هذا الحد من الثراء كانت ابنتها وهي لا تعلم .
نظرت إلي صورتها مرة أخري
وسألتها ؟ من انتي ؟
اين ابنتي هدير ؟
انا لا اعرفك ؟؟
اريد ابنتي ثم حدفتها بوجهها بهذه العلبة وفصوصها الماسية.
عليك كل اللعنات والغضب .
اكرهك
اكرهك