عبدالحى عطوان يكتب :- مصر وتركيا مابين رحيل ترامب ومجئ بايدن
#خلال الأيام الأخيرة حتى يومنا هذا ، تابعنا على كل الشاشات بشغف جميعاً الانتخابات الامريكية التاريخية ،وشاهدنا من هلل لمكسب جوبايدن ، ومن حزن على خسارة ترامب ،
# لكن أنا من وجهة نظرى الشخصيه ....لا أري سبباً في هذا الحزن لسقوط ترامب، ولافى هذا التهليل خاصة ما بدر من الإخوان وسعادتهم لمجئ بايدن ،
فالقادم جو بايدن هو سياسي أمريكى عضو في الحزب الديمقراطى، مثل ولاية ديلاوير كسيناتور من عام 1973حتى 2009 ، عمل رئيس لجنة الشئون الخارجية القضائية في مجلس الشيوخ من 1987 حتى 1995 ، ثم رئيس لجنة الشئون الخارجية من 2007حتى 2009، ثم نائب الرئيس الامريكى باراك أوباما من عام 2009 حتى 2017 ،
#والمتابع لخطوات بايدن جيداً يرى إنه متذبذب الرأى ، فله أراء قبل الإنتخابات بخلاف أرائه أثناء الجولة الإنتخابيه،فقبل ترشحة كانت له أراء معتدله ،ففى أحداث 25 يناير عارض وبشده التوجه الأمريكى في مجئ الإخوان، حيث كانت رؤيته أن مبارك ليس ديكتاتورآ والأفضل أن اللواء عمر سليمان يكمل الفترة الإنتقالية أفضل من مجئ الإخوان ،
#بينما في الحملة الإنتخابية هاجم ترامب في شخص الرئيس السيسي، قائلاً انه ديكتاتور ترامب المفضل، وليس لدينا شيكات على بياض له، وكذلك أنتقد سجن نشطاء المثلية الجنسية ،
كذلك هاجم السعودية حيث أعتبرهم من وراء مقتل خفافجى ، مفضلآ عدم بيع السلاح لهم ،
كذلك يرى بايدن أن أردوغان مستبد، ولإبد من وقف تمدده خارج البلاد ، وأن للأكراد حق في إقامة دولتهم ، وأثنى على حربهم ضد داعش فى سوريا ، وعلى أمريكا أن تشجع المعارضين ضد السلطان العثمانى ،
#ويرى العديد من خبراء الدراسات الإستراتيجية ، أن هذه التصريحات للإستهلاك الإنتخابي فقط ، ولا تعبر عن التوجه الأمريكى أو الإدارة الأمريكية مستقبلاً ،
#وفى حقيقة الأمر مجئ أو فوز بايدن ليس هو المشكلة ، بينما الكارثة الكبرى في الحزب الديمقراطى الذى يقف ورائه، والذي يميل الى التوجه اليسارى، الذى من أولوياته الوقوف مع الأقليات، مهما أن كانت قضيتهم، حتى ولو بالخراب على المجتمع، ويرى الحق في الحرية الجنسيه المطلقه، وكذلك كثيراً ما تسبب في مشكلات إقتصادية كبرى ، وهذا متوقع أن تعانى منه الولايات المتحده مستقبلا ، بل تكمن الطامة الكبرى ايضآ أنه يتبنى التغيير، وفرض الديمقراطيه خارج حدود أمريكا ولو بالقوة، وهو ما أدى بالطبع الى دمار العراق، وليبيا، وسوريا ،
#وعلى الجانب الآخر أننا لم نرى من ترامب ما يدعو للحزن عليه سوى ميوعة مواقفه ، فهو داعم للسعودية ومصر بشدة ، وفى نفس الوقت حليف أوردغان وقطر ، أستولى على ثروات الخليج ، وطوال خمسة سنوات كان الأب الروحى للصهيونيه ، وتكفى كارثة القدس وأعتبارها عاصمة لإسرائيل ،
#وفى النهاية على العرب أن يتعلموا الدرس أن السياسة الأمريكية في إتخاذ القرارات سياسة مؤسسات ، ليست البيت الأبيض أو الرئيس ، اللاعب الرئيسي فيها فقط، بل هناك مجلس الشيوخ والكونجرس، والبنتاجون ،والمراكز البحثية، وأى قضية دولية تتوقف على فاعلية الأطراف وقوتها وتاثيرها ،
وعلى الكل أن يدرك خلال الفترة الماضية أصبح النظام المصرى صلباً لا يتأثر بأى متغيرات، بل يستطيع التعامل مع أي سياسية خارجية ، فهو بدأ مع أوباما وأستمر عامان برغم شراسة النظام وقتها ولم تكن مصر مستقرة مثل الآن، وبعد ذلك حققت مصر تقدما في العلاقات الأمريكية لن تتغير بإزاحة رئيس ، أو قدوم آخر فقد أصبحت أمريكا تدرك مدى صلابة الجانب المصرى ، وقوته وأهميته بالمنطقه ، فهو الوحيد الذى تصدى للارهاب ودخل في حرب حقيقية معه، برغم تمويله من دول كبرى ومساندة مخابرات خارجية له ،