أكتوبر والتاريخ
لا يأتي يوم السادس من اكتوبر من كل عام الا و تعم الفرحة و تتذكر مصر بل و العالم العربي كله بالنصر العظيم الذي حققه جيش مصر علي ارض سيناء و حارب العدو اسرائيل بكل شجاعة و بساله هي حرب العاشر من رمضان كما تعرف في مصر او حرب يوم الغفران كما تعرف في اسرائيل عام 1973
كانت من اهم نتائج الحرب استرداد السيادة الكاملة علي قناة السويس و استرداد جزء من اراضي شبه جزيرة سيناء و من جهة اخري تحطيم صورة الجيش الاسرائيلي الذي لا يقهر في عيون القادة العسكريون باسرائيل كما عادت الملاحة في قناة السويس في يونيو 1975
و كان نتيجة لحرب 1967 (الحرب العربية الاسرائيلية الثالثة ) لحقن خسائربالقوات المسلحة المصرية و السورية و الاردنية و ادي الي اختلال الميزان العسكري الاسرائيلي كما ذهبت اسرائيل الي مناطق طبيعية يسهل الدفاع عنها و احتلت مساحات واسعة من الارض العربية و غنمت اسرائيل معدات حربية كثيرة طورتها و ادخلتها في تسليح قواتها
و قد عمدت الدولة الصهيونية بغد حرب 67 و صدور قرار مجلس الامن رقم 242 بتاريخ 22 نوفمبر 1967 القاضي بانسحاب القوات الاسرائيلية من الاراضي التي احتلتها و تجميد الوضع الراهن الي التهرب من تطبيق ذلك القرار بالتسويف و المماطلة اطول مدة ممكنة بهدف تهويد اكبر مساحة من الارض العربية و اقامة اكبر عدد من المستوطنات عليها و نتيجة لهذا التعنت اخذت مصر و سوريا تعدان العدة لاسترجاع اراضيهما المحتلة بالقوة و دخلتا في صراع مسلح مكشوف و محدود لانهاك القوات الاسرائيلية و اجبارها علي التخلي عن المناطق المحتلة
بعد وفاة الرئيس جمال عبد الناصر في سبتمبر 1970 تولي الحكم الرئيس انور السادات و ادي رفض اسرائيل لمبادرة روجرز في 1970 و الامتناع عن تنفيذ قرار مجلس الامن رقم 242 الي لجوء انور السادات الي الحرب لاسترداد الارض التي خسرها العرب في 67 و مفاجاة اسرائيل بهجوم من كلا الجبهتين المصرية و السورية بهجوم موحد مفاجيئ يوم 6 اكتوبر الذي وافق عيد الغفران اليهودي و هاجمت القوات السورية تحصينات القوات الاسرائيلية في الجولان بينما هاجمت القوات المصرية تحصينات اسرائيل بطول قناة السويس و في عمق شبه جزيرة سيناء
كانت حرب الاستنزاف و حرب اكتوبر تختلف تماما عن الجولات الثلاثة السابقة بين مصر و اسرائيل ( 1948—1956—1967 ) حيث كانت القوات المسلحة تجد نفسها مدفوعة الي القتال دون اعداد او تخطيط لكن في حرب 73 و بتخطيط سياسي متقن سمح بظهور قدرة القوات المسلحة في مختلف الاسلحة مشاة و بحرية و صاعقة و مهندسين
و قد افتتحت مصر الحرب بضربة جوية تشكلت من نحو 222 طائرة مقاتلة عبرت قناة السويس و تمكن الجيش المصري خلال الايام الاولي من عبور قناة السويس و تدمير خط بارليف الدفاعي الاسرائيلي و بدا الهجوم في تمام الساعة الثانية بعد الظهر و حقق الجيش المصري انجازات ملموسة حتي 14 اكتوبر حيث انتشرت القوات المصرية علي الضفة الشرقية لقناة السويس
اتفاقية كامب ديفيد بين مصر و اسرائيل
هي الاتفاقية التي وقعها الرئيس الراحل انور السادات ورئيس الوزراء الاسرائيلي مناحم بيجن في 17 سبتمبر 1978 شهدهما الرئيس جيمي كارتر في منتجع كامب ديفيد الامريكي و استمرت مدة التوقيع 12 يوم و قد بدات مفاوضات السلام عندما كان افتتاح البرلمان في عام 1977 و في تلك الجلسة الشهيرة اعلن السادات استعدادة للذهاب للقدس بل و الكنيست الاسرائيلي
و من اهم بنود الاتفاقية بين مصر و اسرائيل ضرورة حصول مفاوضات بين اسرائيل من جهة و مصر الاردن و الفلسطينيين من جهة اخري كما نصت علي التفاوض المباشر بين مصر و اسرائيل من اجل تحقيق الانسحاب من سيناء و تنص الاتفاقية علي اقامة علاقات طبيعية بين مصر و اسرائيل بعد المرحلة الاولي من الانسحاب من سيناء
و قد أيد عدد كبير من دول العالم انهاء حالة الحرب و الصراع العربي الاسرائيلي بشكل سلمي و بسبب الاتفاق تلقي السادات و بيجن جائزة نوبل للسلام لعام 1978 بالتقاسم لدورهما في انهاء حالة الحرب بين الدولتين .