عبدالحى عطوان يكتب : النفاق السياسي والجولات الإنتخابية
#بالأمس كنت بأحد القرى ، وتصادفت مع رجلآ يضع يافته كبيرة تأييد لأحد المرشحين أمام منزله ، فسألته عن إنجازات هذه الشخصية المرشحة لمجلس النواب ،فقال لا إنجازات له فى حياته ، ولا حتى بعد مماته ، ولا أعطيه صوتى ، وأنما تكلفت ثمنها وعلقتها لإعتبارات أخرى .
#فتأملت ما يحدث بجولات المرشحين الإنتخابية خلال الدوائر ، وكيفية مقابلة العائلات لهم ، ومدى صدق صور مظاهرات التأييد التى تملأ صفحات التواصل الإجتماعى ، فجال بخاطرى ما قاله " شكسبير" أن بعض البشر يتحدثون بثقه عن الطيبة ويمارسون كل أنواع النفاق بمنتهى الإبداع .
وأيضا ما صاح به العملاق وأديب العالمية "نجيب محفوظ " بأن لا صوت يعلو في مجتمعنا اليوم فوق صوت النفاق .
#فمنذ إنتخابات مجلس الشيوخ وحتى الآن، قادتني الصدفة وحدها لرصد سلوك بعض الشخصيات السياسية ، وقادة الأحزاب، وبعض الشخصيات العامة ، وكنت أتمنى أن أملك حرفية تسجيل المواقف ، والكلمات ، والمكالمات ، ورصد الآراء وفضح الحكايات ، حتى يعرف هؤلاء كم النفاق الذين يسبحون فيه وقدرتهم على التلون بلون الموقف ، والمكان ، بل بلون المصلحة أو السبوبة وكيف يغيرون جلودهم بأستمرار دون خجل، فهم يملكون أهم ملكة وهى النفاق .
#واليوم حينما أقترب موعد الإنتخابات البرلمانية ، ظهر عدد من المنافقين الجدد الضعفاء الذين لا يجيدون فن النفاق الراقى فهم يتصدرون صفحات التواصل و ينشرون الإنجازات الوهمية والوعود الجوفاء للسياسيين ، والتي سرعان ما تتحول الى خيط دخان بعد النجاح أو الفشل ،حتى أمتلأت صفحات التواصل بمدحهم وشكرهم لسياسيين أجاد علينا الزمان بهم فيصنعون منهم أبطال و المصيبه أن من خلفهم وفى الجلسات الأخرى ينددون بهم ويرون عنهم الحكايات، كيف وصلوا لهذا وكيف كانوا من قبل .
#ومن الطبيعى والمنطقى حينما يسود النفاق السياسي في مجتمع لاغرابة في شيوع القيم الإنتهازية ، والوصولية ، والشخصية، والنفعية، واساليب الخداع، والمكر، والكذب .
#وبرغم أن العديد يبرر ذلك بأن فن العلاقات الإنسانية والإجتماعية يحتاج الى قدرآ مميزآ من المجاملات ، إلا أن نوعية تلك البشر التي أحترفت النفاق حولت تلك العلاقات اليومية الى خداع مستمر .
#وبرغم أن الضرر الأول والبالغ الأثر من هؤلاء المنافقين ، واقع على المسئولين والساسة ، أكثر من المجتمع ، إلا أن السياسيين يحبون تلك الحاشية ويستمعون لها لطبيعة شخصياتهم ، فهم ليس أقوياء بالدرجة التي يستطعون إتخاذ قراراتهم دون الرجوع للدائرة المحيطة بهم .
#وفى النهاية تبقى كلمة !!
ما نقف أمامه عاجزين اليوم ، هو فهم طبيعة النفس البشرية،و كيف يمارس المنافقين نفاقهم بلا وازع ضميري أو أنساني ؟ كيف يتلونون بهذه الدرجة ؟ ويكونوا مقنعين بهذا الإقناع هل لذكائهم الخارق ؟ أم لضعف السياسيين الجدد ! الذين لا يجيدون سوى صناعة البطولات والإنجازات الوهمية على صفحات التواصل .