السلف الصالح والحرص على الوقت
☜☜وكان السلف الصالح أحرص ما يكونون على الوقت:
فهاهو أبو مسلم الخولاني يقول :
"لو رأيت الجنة عيانًا ما كان عندي مستزاد ، ولو رأيت النار عيانًا ما كان عندي مستزاد"..
(صفة الصفوة).
وقال رجل لعامر بن قيس: "قف أكلمك ، قال: فامسك الشمس"
وكان داود الطائي يستف الفتيت ويقول :
"بين سف الفتيت وأكل الخبز قراءة خمسين آية"
وقال أبو بكر بن عياش:
"ختمت القرآن في هذه الزاوية ثمانية عشر ألف ختمة"..
وكان عمير بن هانئ يسبح كل يوم مائة ألف تسبيحة.
والنبي صلى الله عليه وسلم يقول :
"مَن قال سبحان الله العظيم وبحمده؛ غُرست له نخلة في الجنة"..
(رواه الترمذي من حديث جابر)
فكم ضيَّعنا من نخيل؟
وصدق القائل حيث قال:
إذا مر بي يوم ولم اقتبس هدى
ولم استفد علمًا فما ذاك من عمري
شباب اليوم :
أما شباب اليوم فقد ماتت فيه الهمم ، وخارت العزائم ، وأصبح هناك دعة وراحة وتكاسل ، تمر الساعات والأيام ولا يحسب لها حساب
ينادى أحدهم على صاحبه قائلًا : "تعال لنضيع الوقت"!
فتضييع الأوقات بمشاهدة المباريات ، أو الجلوس في الطرقات، أو المحادثة على الشات ، وتضيع الساعات على النت أو الفضائيات ، وهذا كله دليل على مقت الله للعبد ، كما قيل:
من علامة المقت إضاعة الوقت.
فالمؤمن ليس عنده وقت فراغ ، قال تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم:
﴿ فَإِذَا فَرَغْتَ فَانصَبْ وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَبْ ﴾
[الشرح:8]
فَإِذَا فَرَغْتَ من شغلك ومن الناس ومن شواغل الحياة ، فتوجه إلى الله تعالى بالطاعة والعبادة.
يقول الشافعي رحمه الله:
"صحبت الصوفية فما انتفعت منهم إلا بكلمتين ، سمعتهم يقولون:
"الوقت كالسيف إن لم تقطعه قطعك"..
"ونفسك إن لم تشغلها بالحق شغلتك بالباطل"
قال ابن القيم كما في "مدارج السالكين" مُعلقًا على كلام الشافعي:
"يا لها من كلمتين ما أنفعهما وأجمعهما ، وأدلهما على علو همة قائلها ويقظته".اهـ
فمن جهل الشباب بقيمة الوقت يفرحون بمغيب شمس كل يوم ؛ وهم لا يدركون أن هذا نهاية يوم من أعمارهم لن يعود أبدًا إليهم،
صحائف طويت ، وأعمال أحصيت ، وأنفاس انقضت!!