18:10 | 23 يوليو 2019

انفراد خاص... حجاج عبد العظيم يعيش لحظات فخر وسعادة قبل بث افتتاح المتحف المصري الكبير: قلبي فرحان ومصريتي بتغني

5:30pm 31/10/25
عمر ماهر

 

 

رغم أن بث افتتاح المتحف المصري الكبير لم يبدأ بعد، ورغم أن الفنان الكبير حجاج عبد العظيم لم يخرج بتصريحات أو منشورات عبر حساباته، إلا أن مشاعره وحدها كفيلة بأن تُعبّر عن حالة من الفخر العميق والاعتزاز الوطني، تلك الحالة التي يعيشها كل مصري أصيل يرى بلده وهي تكتب سطرًا جديدًا في كتاب الحضارة والإنجاز. فـ حجاج عبد العظيم لا يحتاج إلى كلمات ليقول إنه فخور، لأن تعبير وجهه وهدوءه المعروف في لحظات الوطن كأنهما يهمسان للعالم: “أنا مصري... وقلبي مليان سعادة مش عادية.”

 

الفنان المحبوب الذي طالما أضحك الجماهير بذكائه العفوي وبساطته الإنسانية، يعيش اليوم حالة مختلفة تمامًا، حالة أقرب إلى الانفعال الداخلي الممزوج بالامتنان، كأنه يرى التاريخ بعينيه وهو يُعاد من جديد. فالمتحف المصري الكبير، الحدث الذي ينتظره العالم بأكمله، لا يُمثل له مجرد مبنى أثري أو مشروع ضخم، بل رمزًا لهوية مصر الحقيقية، وتأكيدًا على أن هذا الوطن لا يشيخ ولا ينسى ماضيه، بل يبني مستقبله على أساس من المجد والعراقة.

 

حجاج عبد العظيم من الفنانين الذين لا يتحدثون كثيرًا، لكنه يُعبّر بمشاعره قبل كلماته. مقربون منه يؤكدون أنه يتابع كل الأخبار الخاصة بالتحضيرات لافتتاح المتحف، وكل الصور التي خرجت من موقع الحدث، وأنه كلما يرى لقطة من هناك تلمع عينيه بفخر، كأنه يشاهد حلمًا وطنيا طال انتظاره يتحقق أمامه. وربما لم يكتب “بوست” أو ينشر تعليقًا على “السوشيال ميديا”، لكنه في داخله يعيش لحظة فرح صافي، فرح الرجل المصري البسيط اللي حاسس إن بلده بتعمل حاجة تُشرف كل مصري على وجه الأرض.

 

الجميل في إحساس حجاج عبد العظيم أنه لا يبحث عن الظهور أو التفاعل الافتراضي، لكنه يؤمن أن الوطنية مش “بوست” ولا “هاشتاج”، بل شعور بيغلي جوا القلب لما تشوف بلدك بتكسب، واسمها بيترفع، وصورتها بتتباهى بيها الدنيا كلها. وهو من الجيل اللي تربّى على حب مصر بالفعل، مش بالكلام، فحب الوطن بالنسبة له فطرة مش تمثيل، وإحساس مش مظهر. لذلك، من الطبيعي جدًا إن قلبه يفرح كده بدون إعلان، لأن الفخر الحقيقي ما بيتصورش، بيتعاش.

 

المتحف المصري الكبير، اللي بيُعتبر أكبر متحف أثري في العالم، مش مجرد مكان للآثار بالنسبة لحجاج، لكنه حكاية عن مجد الأجداد اللي علموا الدنيا معنى الحضارة. فكل قطعة أثرية جواه بتحكي عن إنسان مصري قديم كان بيحلم، ويبدع، ويبني، وبيسيب أثره في التاريخ. وده المعنى اللي خلاه حاسس بالفخر، لأن المتحف مش بس بيت من الحجارة والقطع، لكنه بيت الروح المصرية اللي عمرها ما انكسرت، وبيت الشموخ اللي بيقول للعالم: "إحنا كنا هنا، ولسه هنا، ولسه هنفضل نور العالم."

 

اللافت إن حالة الفخر اللي عايشها حجاج عبد العظيم بقت شبه حالة عامة بين المصريين، خصوصًا الفنانين اللي شايفين في افتتاح المتحف رمز كبير لإعادة بريق الهوية المصرية أمام العالم. فحجاج، اللي دائمًا بيربط الفن بالوطن، شايف إن اللحظة دي مش تخص الحكومة أو المسؤولين بس، لكنها تخص كل فنان وكل إنسان بيحب بلده. لأن مصر لما بتفرح، كل اللي فيها بيحس، وكل قلب مصري بيغني تلقائي.

 

وبينما ينتظر الجميع لحظة البث الرسمي للافتتاح، يقضي حجاج وقته في تأمل الصور الأولى للمتحف، وينظر بعين الفنان اللي بيعرف قيمة الجمال، وعين المواطن اللي بيشوف في كل حجر حكاية. هو مؤمن إن الفن والحضارة إخوات، وإن اللي بيحب الفن لازم يحب بلده، لأنها أصل الإلهام والجمال. وده بالضبط اللي بيعيشه دلوقتي: فنان حساس، قلبه بيضحك من غير ما يتكلم، وسعادته مش عايزة ترجمة.

 

وربما أجمل ما في الموقف كله إن حجاج ما حاولش يستغل اللحظة دي لمجرد “شو”، بالعكس، اختار الصمت، اختار إنه يفرح في هدوء، كأنه بيصلي لمصر من جواه، أو بيدعي إنها تفضل دايمًا في القمة. وده مش جديد عليه، لأنه واحد من الفنانين اللي دايمًا بيعبروا عن حبهم للوطن بالفعل، مش بالتصريحات. هو من الناس اللي لما مصر بتوجع، بيزعل، ولما بتفرح، قلبه بيتهز بالفرحة، حتى لو ما قالش ولا كلمة.

 

وما بين كونه فنانًا محبوبًا وإنسانًا وطنيًا، يبقى حجاج عبد العظيم نموذج للفنان المصري الحقيقي اللي بيشوف في نجاح بلده نجاح ليه شخصيًا، وبيفرح كأنه هو اللي بيقف في قلب الحدث. هو ما قالش حاجة، لكن حضوره الصامت وسعادته الداخلية كفاية إنها توصل الرسالة: "أنا مبسوط... وأنا فخور... ومصر دايمًا في القلب."

 

في النهاية، وبينما العد التنازلي للبث الرسمي لافتتاح المتحف المصري الكبير مستمر، يبقى المشهد الأجمل هو إحساس الفخر اللي جوه قلوب الناس قبل الصور والبث والكاميرات. فقبل ما يتكلم المذيع، وقبل ما تُفتح الأبواب رسميًا، في قلوب كتير زي قلب حجاج عبد العظيم بتنور حب وفرحة، لأن كل مصري في اللحظة دي حاسس إنه جزء من التاريخ، وشاهد على مجد جديد بيتكتب باسم مصر. وده هو المعنى الحقيقي للوطن... إحساس قبل الكلام، ونبض قبل التصفيق.

تابعنا على فيسبوك

. .
paykasa bozum