نتنياهو بين التردد والضغوط الدولية قبل قمة شرم الشيخ

إلغاء رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو للزيارة المقررة يكشف عمق التحديات التي تواجهه داخليًا وخارجيًا قبل قمة شرم الشيخ الإعلان الرسمي نسب السبب إلى قرب عيد “الستيروت تورات” لكن الحقيقة تشير إلى صراع معقد بين الضغوط الداخلية والحسابات الدولية الحريديم رغم انسحابهم من الحكومة ونصفهم محتجزون بسبب رفض التجنيد يشكلون ضغطًا داخليًا مستمرًا يفرض قيودًا على حرية تحرك نتنياهو
الزيارة جاءت بوساطة مباشرة من دونالد ترامب الرئيس الأمريكي الذي تدخل شخصيًا لتسهيلها لكن اعتراضات دول على رأسها العراق أعادت رسم حدود التحرك الإسرائيلي داخليًا عبّر زعماء اليمين المتطرف مثل بن غفير وسموتريتش عن رفضهم للخطوة خشية أن يسلط الحدث الضوء على حل الدولتين وإقامة دولة فلسطينية وهو ما يتعارض مع أجندة نتنياهو
المشهد يكشف التوازن الدقيق الذي يسعى نتنياهو لتحقيقه بين الحفاظ على الدعم الداخلي لمتطرفي اليمين والحريديم ومواجهة الضغوط الدولية التي تطالب بحضور إسرائيل الفعال على طاولة السلام وفي الوقت نفسه الاستجابة للوساطة الأمريكية التي قد تفتح ملفات حساسة علنًا
في الكنيست بدا نتنياهو حذرًا في خطاباته مستفيدًا من التصفيق المتواصل لتقديم صورة القوة لكنه عمليًا يسعى لتفادي أي خطوة قد تضر بموقعه قبل القمة الحاسمة في شرم الشيخ
الحدث يسلط الضوء على تعقيدات السياسة الإسرائيلية أمام الضغوط المحلية والدولية بينما تظل قمة شرم الشيخ للسلام فرصة حاسمة لإعادة ترتيب الأوراق الإقليمية وإظهار قدرة مصر على قيادة المبادرات الإقليمية وسط تحولات السياسة الدولية