مصر شريان العطاء الذي لا ينقطع نحو غزة

حين تتراجع الشعارات وتختبر المواقف في الميدان تبقى مصر وحدها في الصورة الحقيقية التي لا تحتاج إلى ترويج ولا شعارات دعمها لغزة ليس موسميا ولا مشروطا بل متجذر في التاريخ والهوية والموقف الإنساني قبل أي حساب سياسي
اليوم تتحرك مئة شاحنة مصرية من الجنوب إلى الشمال تحمل الأمل قبل أن تحمل النازحين تحمل رسالة واضحة أن مصر لا تتخلى عن غزة مهما اشتدت العواصف ولا تتأخر عن نصرة الإنسان الفلسطيني مهما تبدلت المواقف والوجوه
القرار المصري بتسيير هذه القوافل ليس مجرد عمل لوجستي بل هو موقف سياسي وإنساني متكامل يعبر عن استمرار الدور المصري في حماية النسيج الفلسطيني ودعم حقه في الحياة والعودة والاستقرار مصر لا تكتفي بالوساطة أو إدارة الأزمات بل تذهب إلى الميدان بالفعل والمواقف
بين شارع النص ومينا القرارة ودير البلح والزوايدة وتبة النويري تمتد رحلة العودة تحت مظلة الأمان المصري الذي لا يزال رغم كل الضغوط ثابتا على مبدأه لا يتاجر بالقضية ولا يزايد على معاناة الناس بل يتحرك بصمت وفعالية
الأولوية التي منحتها اللجنة المصرية لكبار السن والنساء والأطفال تحمل دلالات عميقة فمصر تدرك أن الإنسانية ليست بندا تفاوضيا بل جوهر القضية وأن حماية الضعفاء هي أقوى صور المقاومة الحقيقية في وجه آلة الحرب والتهجير
هذه القوافل ليست مجرد وسيلة نقل بل رمز لاستمرار الدور المصري الذي لم يعرف التراجع منذ نكبة فلسطين وحتى اليوم فمصر كانت وستظل بوابة العرب إلى غزة وسندها في كل مراحل الصمود والعوده .