بيان إدانة شبكة "الأسير الأحوازي" بشأن إعدام السلطة الإيرانية ستة شباب أحوازيين

في تصعيد خطير للإنتهاكات الممنهجة ضد الشعب العربي الأحوازي، أدانت شبكة "الأسير الأحوازي" انتهاكات السلطات الإيرانية بإعدام ٦ شباب أحوازيين شنقاً حتى الموت، في سجن "شيبان" بمدينة "الأحواز" صباح السبت الماضي الموافق ٤ أكتوبر ٢٠٢٥م، كانوا محتجزين منذ عام ٢٠١٨م، وخضعوا لمحاكمات سرية تامة دون أي شفافية أو التزام بالمعايير القانونية الدولي.
"تدين شبكة الأسير الأحوازي بأشد العبارات هذه الجريمة البشعة التي تمثل استمراراً لنهج النظام الإيراني الإرهابي في استهداف العرب الأحوازيين من خلال عمليات إعدام تعسفية تستند إلى تهم ملفقة لا تمت للحقيقة بصلة.
وهؤلاء الشباب الستة احتُجزوا لأكثر من سبع سنوات دون إبلاغ عائلاتهم بإجراءات المحاكمة أو مواعيد التنفيذ، في انتهاك صارخ لأبسط مبادئ المحاكمة العادلة والحق في الحياة المكرسة في الإتفاقيات الدولية لحقوق الإنسان.
ووفقاً للمعلومات التي تلقتها الشبكة من مصادر موثوقة داخل سجن شيبان، فإن ظروف السجناء السياسيين وصلت إلى مستويات كارثية لا يمكن وصفها إلا بأنها جرائم ممنهجة ضد الإنسانية. السجن الواقع على بعد ١٢ كيلومتراً خارج مدينة الأحواز تحول إلى مسلخ بشري حيث يُكدس أكثر من ١٢٥ سجيناً سياسياً في الجناح الخامس المصمم لاستيعاب ١٠٠ سجين فقط.
وثقت الشبكة شهادات من سجناء محررين يصفون سجن شيبان بأنه أسوأ من الموت ذاته، مع إهمال طبي متعمد وتراكم المياه الملوثة والصرف الصحي، ودرجات حرارة تتجاوز ٤٩° مع أنظمة تكييف معطلة. مدير السجن خسرو طرفي يخبر السجناء السياسيين العرب بانتظام أنه كان يجب إعدامهم منذ سنوات، بينما يقوم الحراس بشكل ممنهج بتدمير ممتلكات السجناء وإخضاعهم لهجمات وحشية وأساليب تعذيب تشمل تقنية التابوت، حيث يُربط السجناء ويُوضعون في صناديق حديدية يقل ارتفاعها عن ٥٠ سم حتى يفقدوا الوعي.
يأتي هذا الإعدام وسط ارتفاع موثق في عمليات الإعدام الإيرانية المستهدفة، حيث أفادت المنظمات الدولية بتنفيذ أكثر من ألف عملية إعدام في إيران خلال عام ٢٠٢٥م، حتى الآن، وهو أعلى رقم مسجل منذ ١٥ عاماً على الأقل.
وأكدت مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان مراراً أن الأقليات بما فيها الأكراد والعرب الأحوازيين والبلوش تتأثر بشكل غير متناسب بعمليات الإعدام، حيث يمثل العرب الأحوازيون ١٦% من المعدومين بتهم سياسية بين عامي ٢٠١٠ ٢٠٢٤م.
وتؤكد شبكة الأسير الأحوازي أن هذه الإعدامات تشكل جرائم ضد الإنسانية وتطهيراً عرقياً ممنهجاً ضد الشعب العربي الأحوازي.
تطالب الشبكة مجلس الأمن الدولي بالتدخل الفوري وإحالة الوضع في الأحواز إلى المحكمة الجنائية الدولية، وتطالب مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان بإرسال بعثة تقصي حقائق عاجلة لزيارة سجن شيبان والتحقيق في عمليات التعذيب الممنهجة.
كما تدعو الشبكة "جامعة الدول العربية" ومنظمة "التعاون الإسلامي" لكسر صمتهما المخزي واتخاذ إجراءات ملموسة لحماية الشعب العربي الأحوازي من الإبادة الجماعية المستمرة، وتطالب المنظمات الحقوقية الدولية بما فيها منظمة "العفو الدولية" و"هيومن رايتس" و"وتش" بإطلاق حملات عاجلة لفضح الأوضاع في السجون الإيرانية، وتناشد اللجنة الدولية لـ"لصليب الأحمر" زيارة سجن شيبان فوراً، وتقديم المساعدة الإنسانية للسجناء السياسيين الذين يواجهون إعداماً وشيكاً.
تحذر شبكة الأسير الأحوازي من أن الصمت الدولي والتقاعس يشجعان النظام الإيراني على مواصلة قتله الممنهج للشباب الأحوازي، دماء هؤلاء الشهداء الستة ومئات آخرين قبلهم تطالب بالعدالة والمحاسبة.
يجب على المجتمع الدولي التحرك الآن قبل أن تُزهق المزيد من الأرواح بيد حكم الإرهاب الذي يمارسه هذا النظام الإجرامي ضد الشعب العربي الأحوازي. الوقت ينفد، والعمل العاجل ليس مجرد ضرورة أخلاقية، بل التزام قانوني بموجب القانون الدولي لمنع الإبادة الجماعية والجرائم ضد الإنسانية".
أسماء المعدومون: سيد عدنان الغبيشاوي، محمد رضا المقدم، علي المجدم، حبيب الدريس، معين الخنفري، وسيد سالم الموسوي.