سوريا وإلغاء عطلة 6 أكتوبر وعيد الشهداء قرار سياسي واستراتيجي
أثار المرسوم الجديد الذي أصدره الرئيس السوري أحمد الشرع بإلغاء عطلة ذكرى حرب 6 أكتوبر وعيد الشهداء جدلاً واسعًا في الأوساط الرسمية والشعبية في سوريا القرار يحمل رقم 188 لعام 2025 ويهدف بحسب تصريحات رسمية إلى إعادة تنظيم العطلات الرسمية وضبط الإجازات في البلاد لكنه في الوقت نفسه يعكس أبعادًا سياسية واستراتيجية تتعلق بالهوية الوطنية والرموز التاريخية التي يحرص الشعب السوري على الاحتفاء بها
ذكرى حرب أكتوبر 1973 وعيد الشهداء ليسا مجرد مناسبتين في التقويم الرسمي بل يمثلان رموزًا لعزيمة الشعوب في مواجهة الاحتلال والظلم والتضحية من أجل الوطن إلغاء هذه العطلات يفتح الباب للتساؤل حول الرسائل السياسية والاجتماعية التي يريد النظام إيصالها خصوصًا في ظل الظروف الراهنة التي تمر بها المنطقة
القرار قد يفسح المجال أمام التركيز على الأعياد الدينية والمدنية الأخرى لكنه يطرح تحديًا أمام الحفاظ على الذاكرة الوطنية وتعليم الأجيال الجديدة قيم البطولة والتضحية والانتماء وفي المقابل يرى بعض المحللين أن المرسوم يندرج ضمن جهود الدولة لترشيد الإجازات الرسمية وضمان استمرار العمل في القطاعات الحيوية وهو أمر قد يكون منطقيًا من الناحية الإدارية والاقتصادية لكنه يواجه صعوبة في الجانب الرمزي
في النهاية يبقى السؤال الأكبر هو مدى قدرة الدولة على الموازنة بين الاعتبارات الإدارية والاقتصادية وبين الحفاظ على الرموز الوطنية التي شكلت تاريخها ووعي مواطنيها خاصة في مرحلة يزداد فيها دور الشباب في بناء مستقبل سوريا الجديدة.
