حماس بين مطرقة التبادل وسندان التكنوقراط.. قراءة متأنية

أعلنت حركة حماس مؤخراً موافقتها على الإفراج عن جميع الأسرى الإسرائيليين أحياء وجثامين وفق مقترح الرئيس ترامب كما جددت استعدادها لتسليم إدارة غزة إلى هيئة فلسطينية مستقلة من التكنوقراط هذا الإعلان يمثل خطوة جديدة في مسار طويل من المفاوضات ويستدعي قراءة دقيقة للتداعيات السياسية والإنسانية ويبرز الدور الفاعل لمصر كوسيط رئيسي يسعى لضمان التهدئة واستقرار القطاع
دوافع الإعلان
تأتي هذه الخطوة في ظل ضغوط متعددة منها الضغوط العسكرية والإنسانية على قطاع غزة إضافة إلى الدور الأمريكي والعربي في دفع الأطراف نحو التفاوض ويبدو أن حماس تراهن من خلال هذا الإعلان على تخفيف المعاناة الإنسانية وكسب مساحة سياسية ودبلوماسية جديدة مع الحفاظ على مصالحها الأساسية
تبادل الأسرى
القبول بإطلاق الأسرى والجثامين يمثل خطوة رمزية وإنسانية مهمة ويعكس حرص حماس على معالجة ملف حساس يؤثر في الرأي العام الفلسطيني والدولي ويأتي دور مصر هنا في متابعة المفاوضات وتقديم ضمانات للتنفيذ وهو ما يعزز فرص نجاح الاتفاق وطمأنة الأطراف المختلفة
إدارة غزة والتكنوقراط
تأكيد حماس على تسليم الإدارة لهيئة فلسطينية مستقلة من التكنوقراط يظهر رغبتها في إتاحة مساحة لإدارة مدنية أكثر فاعلية مع الحفاظ على الحد الأدنى من التوازن السياسي ويشكل الدور المصري في التنسيق مع الفصائل والسلطة الفلسطينية ودول عربية أخرى عاملاً مهماً في خلق بيئة مواتية للتطبيق العملي لهذه الإدارة
موازين القوى والدور المصري
من المتوقع أن تؤثر هذه الخطوة على جميع الأطراف إسرائيل قد تحقق بعض المكاسب الرمزية وحماس تحظى بشرعية إضافية على الصعيد الداخلي والدولي بينما تلعب مصر دور الوسيط الحاسم لضمان تنفيذ الاتفاقات وتحقيق استقرار القطاع كما يساعد التنسيق المصري على تعزيز التوافق بين الفصائل الفلسطينية وتقليل مخاطر الانقسامات الداخلية
المآلات المحتملة
يبقى التنفيذ الفعلي للاتفاقات شرطاً أساسياً لتحقيق أي نتائج ملموسة ويجب أن يصاحبه إشراف دولي ورقابة دقيقة لتجنب أي عراقيل محتملة مع استمرار الدور المصري لضمان الالتزام بالاتفاقات وتقديم الدعم الإنساني والسياسي للقطاع
تمثل موافقة حماس خطوة متقدمة نحو التفاوض والتنسيق حول إدارة ملف الأسرى وإدارة غزة لكنها تتطلب متابعة دقيقة لضمان الالتزام بكل ما تم الاتفاق عليه ويبرز الدور المصري كرافد استراتيجي أساسي في تحويل هذا الإعلان إلى فرصة للاستقرار والتنمية بدلاً من أن يكون مجرد حل مؤقت .