أسطول الصمود العالمي بين شجاعة الإرادة وقرصنة الاحتلال

لم يكن إعلان أسطول الصمود العالمي مواصلة رحلته إلى غزة حدثًا عابرًا بل جاء بمثابة صفعة سياسية في وجه الاحتلال الإسرائيلي ورسالة قوية إلى المجتمع الدولي مفادها أن إرادة الشعوب قادرة على كسر القيود مهما اشتدت آلة القمع
إصرار النشطاء والمتضامنين على الإبحار رغم اعتراض البحرية الإسرائيلية لبعض المراكب يعكس تحولا في معادلة الصراع فالقضية لم تعد محصورة في جغرافيا غزة وحدها بل تحولت إلى قضية رأي عام عالمي يشارك فيها ناشطون من مختلف الجنسيات والديانات متحدّين الحصار على غزة المفروض منذ أكثر من 17 عامًا
المفارقة أن إسرائيل التي تدّعي الديمقراطية تمارس أبشع صور القرصنة البحرية في عرض البحر ضاربة بعرض الحائط القوانين الدولية وحقوق الإنسان في الوقت الذي يتردد فيه صدى شعاراتها في العواصم الغربية ومع كل محاولة لاعتراض هذه القوافل يزداد المشهد وضوحًا أمام العالم بأن غزة ليست وحدها وأن الاحتلال بات معزولًا أخلاقيًا وإن استند إلى قوة السلاح
إن أسطول الحرية ليس مجرد مراكب تحمل مساعدات بل هو فعل مقاومة مدني ورسالة تضامن إنساني تُعيد طرح السؤال على طاولة السياسة الدولية إلى متى سيظل الحصار الإسرائيلي على غزة ورقة ابتزاز بيد الاحتلال دون محاسبة
اليوم يبحر الأسطول وسط أمواج سياسية متلاطمة لكنه يثبت أن صوت الضمير لا يغرق وأن إرادة الشعوب قد تكون أقوى من بارجات الحصار ولعل التاريخ سيسجل أن هذه السفن الصغيرة أعادت فتح ملف كبير وجعلت العالم ينظر من جديد إلى غزة لا كرقعة محاصرة بل كرمز للحرية والصمود