18:10 | 23 يوليو 2019

جمال عبد الناصر: العرب يزايدون ولم يطلقوا رصاصة واحدة على إسرائيل

6:28pm 29/09/25
أيمن بحر

 

 

فى تسجيل نادر يذاع لأول مرة يخرج صوت الزعيم الراحل جمال عبد الناصر كالصاعقة ليمزق ستار الصمت ويكشف الحقيقة المرة: مصر وحدها تحارب بينما العرب يزايدون ولم يطلقوا رصاصة واحدة على إسرائيل.

 

كانت كلمات عبد الناصر أشبه بجرس إنذار مدو صادرة من قلب قائد عاش المعركة بكل تفاصيلها ورأى كيف تُستنزف دماء المصريين وأراضيهم في مواجهة عدو محتل، بينما اكتفى البعض بالخطابات والشعارات الرنانة. لم يتردد ناصر في مواجهة الواقع: مصر تنزف، ومصر تقاتل، ومصر تتحمل العبء الأكبر، بينما اكتفى الآخرون بالتصفيق من بعيد.

 

لقد حلم عبد الناصر بوحدة عربية صلبة، رأى فيها طوق النجاة للأمة كلها، لكنه اصطدم بالخذلان، فالوحدة بقيت شعارًا، والرصاص لم يخرج إلا من البندقية المصرية. كانت صرخته يومها ليست مجرد عتاب، بل إدانة للتاريخ، وتحذيرًا من أن الأوطان لا تُحرر بالمزايدات ولا بالشعارات، بل بالتضحيات.

 

اليوم، حين نستمع إلى هذا التسجيل، ندرك حجم الألم الذي كان يعيشه ناصر وهو يرى أحلامه في الوحدة العربية تنهار على صخرة الخلافات والمزايدات. وندرك كذلك أن مصر كانت — وما زالت — درع الأمة وسيفها، تواجه وحدها حين يتراجع الآخرون، وتدفع الثمن نيابة عن الجميع.

 

إنها شهادة للتاريخ، ودرس لا يجب أن يُنسى: أن الكلمات لا تصنع مجدًا، وأن الشعوب لا تتحرر إلا بالدم والعرق والإرادة الحقيقية. عبد الناصر لم يترك فقط كلمات للتاريخ، بل ترك وصية للأمة: لا تكتفوا بالمزايدة، فالمعركة لا تُكسب إلا بالفعل.

 

واليوم، ونحن نتابع ما يحدث في فلسطين ومعارك الأمة الممتدة، ندرك أن كلمات عبد الناصر ما زالت حاضرة، فالمزايدات لم تتوقف، والخطابات لم تُحرر أرضًا. وحده الفعل الحقيقي على الأرض هو ما يصنع الفارق. وكأن ناصر يخاطب حاضرنا بلسان الماضي: من أراد أن يكون صادقًا مع قضيته، فليحمل مسؤوليته لا أن يكتفى بالتصفيق من بعيد.

 

تابعنا على فيسبوك

. .
paykasa bozum