الوجه المرعب للقاهرة ..لحوم بشرية للبيع
لا تقتصر كتب التاريخ على الحكايات السياسية فقط، بل تتضمن قصصا هامشية كثيرة، لا تخلو من تشويق وإثارة.. وطرافة أحيانا، ففي العصر المملوكي، وتحديدا في أحد أعوام القرن الرابع عشر، فوجئ سكان القاهرة بسلسلة اختفاءات عجيبة، كانت ضحيتها السيدات غالبا، وبعض الأطفال أحيانا.
شعر الجميع بالخوف، ومنع الرجال زوجاتهن وبناتهن من النزول إلى الشوارع، خاصة بعد العثور على النساء المختفيات، وفى كل مرة كانت الضحية مقتولة وشبه عارية. وصلت الأخبار إلى السلطان الناصر محمد بن قلاوون، فأمر الوالى بسرعة حل هذا اللغز.
لا يذكر المؤرخون مسار التحقيقات، لكنهم قالوا إن الضحايا متن خنقا، كيف تم تحديد سبب الوفاة؟ لا أحد يعلم تحديدا. ربما افترض المحققون سيناريوهات عديدة، استبعدوها تباعا ليرجّحوا أن السرقة هي الهدف، ودارت الشبهات حول امرأة مجهولة أطلقوا عليها اسم «الخنّاقة»! تستدرج الضحايا وتقتلهن لتسرق ثيابهن.
نموذج مبكر لريا وسكينة، ولو كان الفارق الزمنى قريبا بين السفاحات الثلاث، للاعتقاد بأن «خطّافة القاهرة» ألهمت قاتلتي الإسكندرية الفكرة، فقامتا بتطويرها لسرقة الذهب، بدلا من الثياب التي كانت تكتفي بها «الخنّاقة» لضيق أفقها!
المهم أن السلطات المختصة ألقت القبض عليها أخيرا، وتم «تجريسها» في جولات بشوارع المدينة، ثم شُنقت على باب زويلة!
لحوم بشرية للبيع!
وخلال سلطنة الأشرف برسباي في القرن الخامس عشر، قبض والي القاهرة على تشكيل عصابي، يقوم بنبش المقابر بحثا عن الجثث حديثة الدفن، لم يكن الهدف بالتأكيد بيع أعضاء أصحابها لطلبة كليات الطب، بل كان أفراد العصابة يقومون بسلخ الأموات و«تشفية» لحومهم، ثم تعبئتها وتغليفها، ويبيعونها للأجانب مقابل 25 دينارا للقنطار!
بعد ثبوت الجريمة على المتهمين تلقوا عقوبات مشددة، فضُربوا باستخدام أدوات تعذيب معروفة في ذلك العصر اسمها «المقارع»، ثم قُطعت أيديهم وعُلقت في رقابهم، وطافوا شوارع القاهرة وهم بهذه الصورة، وبعدها تم إلقاؤهم في السجن