18:10 | 23 يوليو 2019

الجزيرة تنطقها مُرغمة: "الزعيم المصري عبد الفتاح السيسي"

11:47am 15/09/25
الرئيس عبد الفتاح السيسي
حسام النوام

في مفارقة سياسية وإعلامية لم تكن لتخطر على بال أكثر المتابعين دهشة، خرجت قناة الجزيرة، تلك المنصة التي طالما فتحت شاشاتها للتحريض ضد الدولة المصرية ورموزها، لتتلفظ بكلمة غير مألوفة على ألسنة مذيعيها: "الزعيم المصري عبد الفتاح السيسي".
كلمة واحدة، لكنها كفيلة بأن تكشف حجم الانكسار في خطاب إعلامي ظل سنوات طويلة يشن حربًا نفسية على القاهرة ورئيسها، لتأتي اللحظة التي يضطر فيها، لا عن اقتناع، بل عن إقرارٍ بحقيقة لا يمكن إنكارها.
قطر بين الخيانة والعزلة
القصة لم تبدأ من داخل أروقة الإعلام، بل من دهاليز السياسة والتحالفات. الدوحة التي بنت نفوذها على الاستقواء بالخارج، اكتشفت فجأة أن القواعد الأجنبية التي وضعت عليها كامل رهاناتها قد تحولت إلى عبء.
▪️ أمريكا التي طالما قدمت نفسها كضامنٍ لأمن قطر عبر قاعدة العديد، انقلبت عليها حين تحوّلت القاعدة ذاتها إلى منصة قصف ومركز ضغط سياسي.
▪️ تركيا التي ملأت المشهد بخطاب الدعم والوقوف إلى جانب الحليف، تركت قطر عارية بعدما خفت بريقها داخل قاعدة الريان، ولم يعد أردوغان قادرًا على تقديم الغطاء ولا الحماية.
لتجد الدوحة نفسها محاصرة بين حلفاء متخاذلين وواقع إقليمي متغير، لتظهر القاهرة كخيار وحيد، لا مفر منه.
قوة القاهرة… لا تُشترى ولا تُستورد
هنا تتجلى المفارقة الكبرى. القوة التي بحثت عنها قطر في واشنطن وأنقرة، لم تكن سوى وهمٍ مرتبط بمصالح متقلبة وابتزاز لا ينتهي. أما مصر، فتمتلك ما هو أبقى: قوة الدولة الوطنية المتماسكة، الجيش الذي يُحسب له ألف حساب، وزعيمٌ صلب لم ينحنِ أمام الضغوط الدولية مهما اشتدت.
الرئيس عبد الفتاح السيسي، الذي حاولت الجزيرة على مدار عقدٍ كامل أن تنزع عنه الشرعية وتُلصق به شتى الأوصاف، أصبح اليوم في خطابها الزعيم المصري. ليس حبًا فيه ولا تبدّلًا في العقيدة التحريرية للقناة، بل استسلامًا لواقع فرض نفسه على الجميع: القاهرة تمسك بمفاتيح المعادلة الإقليمية.
ما وراء التوصيف الإعلامي
عندما تُقر الجزيرة بمسمى "الزعيم"، فهي تعكس اعترافًا غير مباشر أن مصر استعادت موقعها كقلب العالم العربي ومفتاح أمن الخليج والمنطقة. فالقاهرة اليوم ليست مجرد عاصمة إقليمية كبرى، بل باتت رقماً صعبًا في معادلات واشنطن، موسكو، أنقرة، والرياض على حد سواء.
ومن الطبيعي أن تدرك قطر، المتقلبة بين العواصم، أن النجاة لن تأتي من شرق المتوسط ولا من قواعد أجنبية، بل من البوابة المصرية.
مصر… الثابت الوحيد
في عالمٍ يتغير بسرعة مذهلة، ويشهد تحولات متناقضة بين ليلة وضحاها، تبقى مصر ثابتة، عصيّة على الانكسار.
▪️ لا تُخدع بالشعارات.
▪️ لا تُباع بالصفقات.
▪️ لا تساوم على أمنها القومي.
وهنا تكمن قوة الزعامة الحقيقية، التي لا تصنعها الحملات الإعلامية ولا الاستثمارات الضخمة، بل تُبنى على تاريخٍ ممتد، جيشٍ عريق، ورئيسٍ لم يتزحزح عن خط الدفاع الأول عن بلاده.
الختام الجزيرة حين نطقت بـ"الزعيم السيسي"، لم تكن تمدحه بقدر ما كانت تُعلن هزيمتها أمام حقيقة كبرى: من خانته القواعد الأمريكية والتركية، لن يجد أمامه سوى أن ينحني أمام الزعيم المصري.
إنها لحظة فارقة تكشف أن القوة لا تُستورد ولا تُستعير، بل تُصنع في الداخل. ومصر، بتاريخها وزعيمها، هي وحدها القادرة على أن تُعيد صياغة المعادلات، وتجبر الخصوم قبل الحلفاء على الاعتراف بها.
 

تابعنا على فيسبوك

. .
paykasa bozum