18:10 | 23 يوليو 2019

الذباب الإلكترونى والعقول المغيبة

3:54am 08/09/19
مقال
زين عبد الحكم

 

 

لجان (الذباب الإلكترونى) هى تطور حديث للجان الإلكترونية القديمة على شبكات التواصل (السوشيال ميديا) التى كانت تستخدمها جماعة الإخوان وأتباعها فى صناعة وتصدير الأزمات فى الشارع المصرى ، وبث الفتن والفرقة والشك بين أفراد الشعب المصرى.

 

وبعد أن كشف الشعب المصرى مدى كذب وافتراء وضلال وتضليل تلك اللجان ،لجأت جماعة الإخوان وبمساعدة جهات خارجية إلى استحداث نظام آخر يتبع اسلوب أكثر دقة وحرفية عن اسلوب اللجان الإلكترونية القديمة التى لم تعد تحقق أهدافها على الوجه الأكمل.

 

والتطور الحديث هذا، هى لجان ( الذباب الإلكتروني ) التى قامت على وضع أنظمتها وأسلوبها وأهدافها ، جهات سيادية خارجية قوية ومتخصصة لها علاقات متواصلة وأهداف ومصالح مشتركة مع جماعة الإخوان فى تخريب وتقسيم ونشر الفوضى والاضطرابات فى الدول العربية وخاصة مصر ودول الخليج.      

 

ومهام لجان (الذباب الإلكترونى)، مدبرة ومهندسة بخبث شديد، من خلال اختيار عناصر هادئة، وعلى دراية كاملة بما يدور على الساحة، تُقدم نفسها ليظهر للآخرين بأن هؤلاء تقفون مع الدولة، ويدعمون كل المشروعات الوطنية فى كل المجالات، السياسية والاقتصادية والرياضية والفنية والإعلامية، ثم يبدءون فى اصطياد خطأ لا يتجاوز حجمه جناح بعوضة، ثم يبدؤن فى تضخيمه وشن حملات الهجوم من خلاله ، والتشويه وقلب الحقائق.

 

وإذا تعرض أى شخص لأى حادثة عادية صغيرة كانت أو كبيرة تقوم لجان الذباب الإلكترونى هذه على الفور بالتقاطها وإظهار بأنهم يقفون مع هذه الضحية التى تعرضت لكارثة سببها النظام أو الأجهزة الحساسة فى الدولة ، ويلبسوا هذا الحادث العادى الذى من الممكن أن يحدث مع أى شخص وفى أى مكان ، ثوب ضحية إما الفساد أو الإهمال ، ويكون الجيش والشرطة والقضاء والإعلام وبالتبعية رئاسة الجمهورية هم المتهمين الأساسيين.      

 

نهيك عن الحملات الممنهجة التى تبث الإشاعات حول كل ما تقوم به الحكومة من مشروعات وقرارات وقوانين واتفاقات، تهدف إلى قلب الحقائق والتشكيك فى النوايا والأهداف المعلنة من المسؤلين فى مختلف الميادين.

 

وضربت هذه اللجان بكل قوة بما تمتلكه من أساليب ومناهج وسياسات وخطط مُدققة وبحنكة شديدة فى كل ثوابت الدولة والأحداث التاريخية الخالدة وانتصاراتها وعلمائها ونجومها وفنانيها وأطبائها ومؤسساتها الخيرية التى تقدم الخير والمساعدة للمحتاجين والبسطاء بما يُظهر بأن هؤلاء جميعاً فاسدون، وبأن الانتصارات التاريخية ما هى إلا أكاذيب وادعاءات، وجميعنا رأى كيف كان الهجوم على الزعيم جمال عبد الناصر، والضباط الأحرار وثورتهم وذلك فى آخر احتفالات مصر بثورة 23 يوليو 52 ، وكذلك التشكيك فى بطولات الجيش المصرى فى حرب اكتوبر 73، وذلك من خلال استخدام أساليب مدروسة ومخطط لها بعناية فائقة بحيث يفهم القارئ لها من الوهلة الاولى بأن الكلام واقعى وصحيح، لأن العرض مُقدم بشكل مرتب ومغلف بدهاء وخبث شديدين، ومقدم فى شكل جرعة الخوف على مصلحة المواطن، ومستقبل أبنائه، وتوعيته من السقوط فى مستنقع الكذب والخداع الذى تمارسه الحكومة، وتصدير أن الدولة تهتم بالأغنياء فقط، وتزيد من أعباء البسطاء والغلابة     

    

أما من تستهدفهم لجان ( الذباب الإلكترونى ) فقد وضعت لهم خطة محكمة وهم العقل الجمعى المصرى، لإصابته بتشويش خطير، والجلوس لمراقبة كل خطأ مهما كان حجمه، ومهما كان مجاله، وتحويله إلى أزمة خطيرة، مع بهارات الإحباط والتشكيك والتسخيف، والعمل على تدمير جينات الانتماء للوطن، ليصير المواطن أسيرا للإحباط، ومن ثم يصبح رقما مهما فى معادلة الهدم وإثارة الفوضى ، وذلك من خلال قيامها بتصنيف رواد مواقع التواصل الاجتماعى، وتقسيمهم إلى فئات، إعلاميين وفنانين ورجال أعمال وشخصيات عامة ومؤيدين وداعمين بقوة، وفلول، ومتعاطفين، ومرتبكين، وثوار وكارهين للدولة ومعارضين من أجل المعارضة.

وكل فئة من تلك الفئات تديرها لجنة ذباب إلكترونى متخصصة، ومتابعة لكل كبيرة وصغيرة فيما يتعلق باهتمام الفئة المنوط بها متابعتها، ووجدنا للأسف الشديد سقوط عدد كبير من الذين يطلقون على أنفسهم الناشطين فى فخ إعادة نشر الأكاذيب التى تروجها لجان الذباب الإلكترونى، والتعاطى معها على أنها حقائق، 

 

أما الفئة الخطيرة التى تساعد هذا الذُباب الإلكترونى بكل قوة وإصرار دون أى مقابل فهى فئة من يتصورون بأنهم هم وحدهم من يفهمون ويدركون ويملكون الرؤى والبصيرة والذكاء ومن دونهم أغبياء لا يرون إلا أسفل أقدامهم ، لذلك كانت هذه الفئة المُسماة بالعقول المغيبة صيداً سهلاً وثميناً لهذه اللجان الذبابية. 

 

ومع أن لجان ( الذباب الإلكترونى ) قد تبدو أقوى وأجدى لهؤلاء المخربين إلا أنهم فضّلوا الإبقاء على اللجان الإلكترونية بجوارها ، فتارة نجد نشاط ملحوظ للذباب وتارة أخرى نجد نشاط مماثل للجان ، كلا حسب توقيته ومدى ملائمته للحدث وللموقف ومدى تحقيق الهدف.

 

كل هذا يحاك للوطن ممن مُلئت قلوبهم حقداً وغلاً وحسداً تجاهه ، وممن أعمى بصرهم وبصيرتهم الجهل والحماقة والكبر، ولكن فى النهاية لا يصح إلا الصحيح ولا يحيط المكر السيئ إلا بأهله .

تابعنا على فيسبوك

. .
izmit escort batum escort
bodrum escort
paykasa bozum
gazianteplie.com izmir escort
18 film izle erotik film izle
deutsch porn