جمال حسين يكتب : حرب طروادة!!

خلال متابعتى اليومية لسيناريو الحرب الايرانية الإسراأمريكية، قفزت الى ذهنى حكاية «حرب طروادة» الاسطورية .
.. نعم، الحرب خدعة وهذا ما حدث.. كان ترامب بارعا فى خطط الخداع الاستراتيجى.. قبل ١٠ ايام كان ترامب قد اتفق مع نتنياهو على ساعة الصفر للضربة الاستباقية، لكنه خدع ايران بأنه يفضل مواصلة المفاوضات النووية، وبسبب المفاجأة والخيانة نجحت اسرائيل فى توجيه ضربتها وتصفية قيادات الجيش والحرس الثورى وعلماء الذرة.
ومنذ ساعات فعل نفس الشيء.. قام بتحريك «طائرة يوم القيامة» لضرب المنشآت النووية الايرانية، لكنه خرج فى مؤتمر صحفى ليؤكد انه سيمنح إيران فرصة أسبوعين للتفاوض، وفى الفجر قام بقصف ٣ مواقع نووية إيرانية هى فوردو ونطنز وأصفهان،
وتخيلنا ان يأتى الرد الايرانى مزلزلا لكنه جاء مخيبا للآمال!!
الكثيرون ذهبوا الى اننا امام «كذبة» كبيرة ومسرحية محبوكة يلعب بطولتها نتنياهو وترامب وخامنئى، ويجلس قادة العالم فى مقاعد المتفرجين وكأن الضربة متفق عليها لحفظ ماء وجه كل الاطراف.
ترامب قال ان منشأة فوردو انتهت ويجب على ايران ايقاف الحرب الآن.. ايران اكدت أنها كانت قد اخلت المنشآت الثلاثة التى تم قصفها ولا خوف من اى تسرب اشعاعى، حيث نقلت كل اليورانيوم من المواقع الثلاثة.
..البيت الأبيض اعلن رسميا ان امريكا تواصلت قبل الضربة مع ايران وأبلغتها ان الضربة ستكون منها منفردة وأنها لا تريد تغيير النظام وتعهدت بأنها لا تنوى تنفيذ ضربات أخرى.. الوسطاء سوف يتوصلون لوقف دائم لإطلاق النار حتى تتفرغ امريكا وإسرائيل لإعادة رسم خارطة الشرق الاوسط الجديد بالطريقة التى تحلو لهما.
المسرح العالمى يعد الآن لطمأنة الجميع والتأكيد على انه لن تكون هناك حرب عالمية ثالثة وأن الحرب الجارية سوف تتوقف والدول الكبرى خاصة روسيا والصين وباكستان وكوريا الشمالية لن تنفذ وعودها ولن تتحرك وستكتفى بأشد عبارات الادانة، ولن تقف فى مواجهة امريكا وأقصى ما يمكن حدوثه هو صفقة وسيناريو متفق عليه لإنهاء القتال، يخرج بعدها كل طرف ليؤكد انه حقق النصر المبين !