في اليوم العالمي للنازحين — فلسطين والجراح الخالدات

يا أرضَ كنعانٍ وسيفَ الجودِ في زمنِ الرِّجالْ
يا غيمةً غاصَتْ بها الأحزانُ مذ غابَ الهلالْ
يا لوعةَ الزيتونِ إن ساقوا إلى الفجرِ النضالْ
يا قِبلةَ المهديِّ إن عادَ الذي هدَمَ الجدالْ
ثمانونَ عامًا والمنافي تحرسُ الدربَ الطوالْ
تَسقي الجياعَ من الحنينِ وتكسِرُ الصمتَ الثقالْ
تُهدي الصغارَ من الدموعِ وسادةً تُغني السؤالْ
هل عادَ جدّي؟ هل ستأتي أمُّنا يوماً وتلالْ؟
غزّةُ يا زهرَ اللظى، يا درّةَ الأبطالِ والدّلالْ
يا طفلةً تحمي رُبى الأقصى برمشٍ من خيالْ
يا مَنْ إذا ما لامسَ الأعداءُ حُرمَتَكِ الجلالْ
نفختِ في عُمقِ الحطامِ رياحَ عودتِنا مثالْ
يا مهجةَ الأوطانِ يا صدى المدافعِ والرِّجالْ
يا صرخةً من كُلِّ أمٍّ في الزقاقِ بلا مآلْ
يا بيتَنا المصلوبَ في صدرِ الخرابِ بلا سؤالْ
يا قبلةَ التكوينِ يا وَعْدَ النبوّةِ في النزالْ
مَنْ للديارِ إذا تباهى القهرُ في زمنِ انحلالْ؟
مَنْ للبراعمِ حينَ يُزرعُ في حدائقِهم زوالْ؟
مَنْ للرُّضَّعِ إن تلثَّمَ جندُ غاصبِهم بنعالْ؟
مَنْ للبيوتِ إذا تساقطَ سقفُها خلفَ الجبالْ؟
يا أيها الدمعُ النبيلُ تحيةً، كنْ للوصالْ
رشَّ الحقولَ برغمِ قهرِ الغاصبينَ ولا تُبالْ
قُلْ للرياحِ العاصفاتِ تمرُّ في وجهِ الضلالْ
إنَّ الفلسطينيَّ حيٌّ... لا يموتُ ولا يُنالْ!
بقلم الأديب: أحمد عزيز الدين أحمد
،،،،، شاعر الجنوب