18:10 | 23 يوليو 2019

ما هى العوامل التى تؤثر برأيك على تشكيل الوعى الجماهيرى؟

11:42am 29/05/25
صورة أرشيفية
أيمن بحر

فى ظل التطور السريع لتقنيات المعلومات أصبح تكوين الوعى الجماهيرى مهمةً ملحةً وضرورية على نحوٍ متزايد. لا يقتصر دور الذكاء الاصطناعى والشبكات العصبية على تسهيل العديد من العمليات فحسب بل يُنشئان أيضا تهديداتٍ جديدة بما في ذلك حروب المعلومات وتزييف الحقائق باستخدام تقنيات التزييف العميق. محاورنا هو رئيس قسم علم النفس العام بجامعة بينزا، البروفيسور ( فسيفولود كونستانتينوف ).
ما هى العوامل التى تؤثر، برأيك على تشكيل الوعى الجماهيرى فى ظل العولمة وتطور تكنولوجيا المعلومات؟
من الصعب تحديد عامل واحد هنا بل هو مجموعة من العوامل المترابطة التى يعزز بعضها بعضًا. أولًا تؤدى العولمة إلى توحيد القيم وأنماط الحياة فى إطار الثقافة الجماهيرية. وفي الوقت نفسه، يحدث التهجين، حيث تستوعب الثقافات المحلية عناصر الثقافة العالمية خالقة أشكالًا جديدة. ثانيا تؤثر العمليات الاقتصادية العالمية - الأزمات المالية والسياسات التجارية العدوانية - على تصورات سكان مختلف البلدان للأمن الاقتصادى والمستقبل. ثالثًا توسّع زيادة تنقل الأفراد وتوافر المعلومات الآفاق لكنها قد تُسبب صدمة ثقافية. إضافةً إلى ذلك غالبًا ما تؤدى وفرة المعلومات إلى فرط تحميلها واختيار بيانات لا تتعارض مع معتقدات المستخدم. تشكّل خوارزميات وسائل التواصل الاجتماعى فقاعات معلومات حيث لا يرى الناس سوى المعلومات التى تناسبهم مما يزيد من استقطاب المجتمع. أصبحت شبكات التواصل الاجتماعى أداة فعّالة لتشكيل الآراء، وتنظيم النشاط السياسى ونشر المعلومات الصحيحة والخاطئة مما يُفاقم الانقسام الاجتماعى. تتأثر المعلومات التى نتلقاها، والأخبار التى نقرأها، والمنتجات التى نشتريها بشكل كبير بالذكاء الاصطناعى الذى يُستخدم فى الإعلانات الموجهة والمحتوى المُخصص والتلاعب بالرأي العام. ومن المشاكل الرئيسية الأخرى الأخبار الكاذبة التى يسهل إنتاجها وانتشارها بسرعة مما يؤثر بشكل كبير على الانتخابات والصحة العامة، والعلاقات الدولية.
لقد وسّع الإنترنت قدراتنا بشكل كبير إذ سمح للناس من مختلف أنحاء العالم بمشاركة المعلومات والأفكار والإبداع ووفر أدوات للتعلم وكسب المال وتطوير الأعمال وتوسيع نطاقها إلا أنه يرتبط بالعديد من التهديدات الجديدة للمجتمع. كيف تؤثر شبكات التواصل الاجتماعى والإنترنت على وعي الناس وسلوكهم؟
سبق أن ذكرتُ انتشار المعلومات المضللة والأخبار الكاذبة وتشكيل فقاعات المعلومات وغرف الصدى حيث غالبًا ما تعرض خوارزميات مواقع التواصل الاجتماعى للمستخدمين محتوى يتوافق مع اهتماماتهم ومعتقداتهم. هذا يؤدي إلى استماع الناس فقط لما يريدون سماعه دون التعرض لوجهات نظر بديلة. ويمكننا أيضًا ذكر إدمان الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعى الذي يؤثر سلبًا على الصحة العقلية والجسدية والعلاقات الاجتماعية والأداء الأكاديمي. إضافةً إلى ذلك فإن جمع واستخدام البيانات الشخصية للمستخدمين على الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي قد يُشكل تهديدًا للخصوصية والأمن ويمكن استخدامه للتلاعب والسيطرة. وأخيرًا يمكن أن يُسهم عدم الكشف عن الهوية وقلة التواصل الشخصى على الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي فى استقطاب المجتمع وتفاقم الصراعات وانتشار الكراهية والعداء.
هل تغير مفهوم المساحة الشخصية مع تطور التكنولوجيا؟
على مدار العقد الماضى شهد مفهوم المساحة الشخصية تغيرًا جذريًا مؤثرًا على جوانب مختلفة من حياتنا. ونلاحظ بالفعل كيف تتلاشى الحدود بين العالمين المادى والرقمى. فالتواصل الدائم عبر الإنترنت بفضل الهواتف الذكية وأجهزة الكمبيوتر المحمولة وغيرها من الأجهزة يمحى الفرق بين الواقع والافتراضى. لم تعد المساحة الشخصية مقتصرة على المنزل أو المكتب بل أصبحت متاحة دائمًا للمكالمات والرسائل والمعلومات. هذا يُسهّل العمل والدراسة من المنزل ولكنه فى الوقت نفسه يُؤدى إلى تداخل العمل أو الدراسة مع الوقت الشخصى ما يُطمس الحدود بينهما. قد تُؤدى مشاركة المعلومات مع جمهور كبير إلى فقدان السيطرة على البيانات الشخصية ويُنشئ مخاطر مثل التنمر الإلكترونى والتحرش والتمييز. وفى شبكات التواصل الاجتماعى يزداد صعوبة فصل ما هو شخصي عن العام: فقد تُستخدم المعلومات المنشورة ضدنا في المستقبل. فى هذا الصدد، من المهم أن نكون قادرين على التكيف مع مساحتنا الشخصية وحمايتها. من الضروري استخدام التكنولوجيا بوعى واتخاذ خطوات للحفاظ على الخصوصية. يُساعد تطوير الثقافة الرقمية على فهم آلية عمل التكنولوجيا وكيفية جمع البيانات والتهديدات التى تُشكلها.
هل يعانى الناس من مشاكل نفسية بسبب زيادة الوقت الذى يقضونه على الإنترنت؟
— السؤال معقد ويتضمن العديد من العوامل المترابطة. صُمم الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي ليكونا مُسببَين للإدمان. تُنشّط الإشعارات والإعجابات وموجز الأخبار اللامتناهى نظام الدوبامين فى الدماغ مما يُشعِرك بالمتعة ويشجعك على العودة مرارًا وتكرارًا. يؤدى هذا إلى فقدان السيطرة على الوقت الذى تقضيه على الإنترنت، وتجاهل العلاقات والمسؤوليات الحقيقية، وزيادة التهيج والقلق والاكتئاب عند محدودية الوصول إلى الإنترنت وتدهور النوم. غالبًا ما ترتبط الحاجة الدائمة للموافقة والعيش على المكشوف على وسائل التواصل الاجتماعى بالرغبة فى الحصول على الإعجابات والتعليقات. تخلق الصور المثالية والحياة المُعدّلة معايير غير واقعية للجمال والنجاح مما قد يؤدي إلى الشعور بالنقص.
من لديه التأثير الأكبر على الوعى الجماهيرى فى المرحلة الحالية - وسائل الإعلام الرسمية أم شبكات التواصل الاجتماعى؟
هناك حاليًا تداخل وتنافس بين وسائل الإعلام التقليدية ووسائل التواصل الاجتماعى. بالنسبة للكثيرين وخاصة الشباب أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي المصدر الرئيسى للأخبار وغالبًا ما تُمثل الموجة الأولى من المعلومات، ثم يلجأ الناس إلى وسائل الإعلام الرسمية للحصول على بيانات أكثر تفصيلًا وموثوقية. بشكل عام تتفوق وسائل التواصل الاجتماعي من حيث مدى انتشارها وسرعة نشرها للأخبار، بينما تتميز وسائل الإعلام الرسمية بسمعتها وتحليلاتها المتعمقة وتدقيقها التحريرى. من المهم فهم المعلومات من أى مصدر بنظرة نقدية والتحقق من الحقائق ومراعاة وجهات النظر المختلفة. أصبحت مهارة التحليل والقدرة على التمييز بين الحقيقة والزيف أمرًا ضروريًا بشكل متزايد فى عالمنا الحديث.
وفى نهاية المقابلة، شارك البروفيسور كونستانتينوف توصياته:
- اعتنِ بصحتك النفسية. فالتدفق المستمر للأخبار السلبية قد يؤثر سلبًا عليها.
- خذ فترات راحة من الأخبار ووسائل التواصل الاجتماعى.
- احترم آراء الآخرين. لن يتفق معك الجميع لذا كن منفتحًا على وجهات النظر المختلفة وكن مستعدًا للحوار البنّاء.
- اطرح الأسئلة وحلل الحقائق بعناية ولا تقبل المعلومات دون نقد.
- احذر من المواد التي تبدو جيدة جدًا لدرجة يصعب تصديقها أو التى تثير مشاعر قوية.
- ابحث عن المعلومات من مصادر مختلفة ولا تقتصر على مصدر واحد.
- تتغير بيئة الإعلام باستمرار لذا من المهم التعلم المستمر وتطوير مهارات الإدراك النقدي.
 

تابعنا على فيسبوك

. .
izmit escort batum escort
bodrum escort
paykasa bozum
gazianteplie.com izmir escort
18 film izle erotik film izle
deutsch porn