رغبات وانكسارات

الرغبة والانكسار كلاهما بلغ نهاية مؤشر العلاقات فالرغبة بلغت المدي في الطلب والانكسار بلغ المدي في الألم محدثا هزات نفسية داخلية تأثرت بلحظات الانكسار الأولي التي هي. من أصعب الفترات التي تمر علينا في حياتنا لأنها تفاجئنا بما لا نضعه في حسباننا ولا نتخيل توقعه ولكنه يصبح واقعاً نتعايش معه مرارة التعايش. ان أشد ما يؤلمنا فقد الثقة وضياع الثوابت واهتزاز الفكر واختلال الموازين كلها مؤثرات مؤلمة علي النفس تسير بنا في بحور الألم وحسرات الاختيار غالبا. ما يكون الانكسار نتيجة اختياراتنا. بإرادتنا وربما حرصنا علي السير في هذه الاختيارات تتملكنا الرغبة والحرص عليها لكننا لم نحسنها من البداية فقد مررنا بها سريعا وكأنها أحلاما مزعجة لم تاخذ وقتها الكافي للدراسة والتحليل والمعرفة والاكتشاف إختيار نوع الدراسة والأصدقاء واتخاذ مواقف فاصلة لا تأخذ الدراسة الكافية رغم أنها مصيرية وتتحكم في النجاح أو الفشل في نتائجها لكن نتوسم حسن النية وفرط الثقة وترك الأمور دون حسابات. فقد عشنا فرط الثقة وسلامة النوايا فصارت تسير بنا في طريق نهايته ظلم النفس التي حرمها الله نعم فما ظلمنا الا أنفسنا ودفعنا الأثمان غالية من أعمارنا قد تضطر كثيرا الي مواربة الأمور. كثيرا في المواقف الحياتية ظنا منا أن ذلك يساعد في. سير الحياة وزيرنا وحل المشكلات ولكنه أشبه بالمسكنات لا تعالج أسباب المرض ولكنها تزيل الآلام بصورة مؤقتة كالمخدر تماما أن تركها دون مواقف فاصلة ناجزة قاطعة تؤدي بنا أن نري أنفسنا ننزلق لا إراديا في منحدر التنازلات الغير مبررة اصعب التنازلات ما ترتب عليها ظلم النفس وإجبارها علي تقبل المواقف التي لا تتناسب معها تصاعد الدخان يوما بعد يوما مع الاحتباس. للصراع النفسي الذي يؤدي إلى امتلاء المشاعر بالتناقضات ما بين القبول بالمواقف والرفض لها يشعل الحالة النفسية توترا يؤدي في النهاية إلي اضرار نفسية تصيب ذاتنا وتؤلم مشاعرنا ليتنا نغلق الأبواب في أوقاتها ونستاصل قبل الانتشار في الوقت المناسب دون تردد نريح أنفسنا من الآلام والمتاعب فلا مجال للتفكير لنكن كما نريد لا كما يريد الآخرون من سمح لنفسه الخضوع والقنوت في المواقف لن يسلم شرارة الألم وصراع النفس ان اجمل الأحكام المقننة الموضوعية إستمرار العلاقات بصورة إيجابية لكنه يتوقف على الاحترام والتقدير فلا علاقات ناجحة دون الاحترام والتقدير ولا بقاء لها مهما تطلب الأمر أن التفريط في حقوق النفس في التقدير والاحترام اسوء ما يقابلنا في مشوار حياتنا الحافل بالصراعات المختلفة فكن علي يقين ان الحياة لا تهدي الينا تجاربها مجانا بل ندفع الأثمان غالية باهظة من أهم شيئا في حياتنا هو حياتنا نفسنا التي تخلو من الراحة وتخضع لتقلبات من الأفراد والجماعات حالة المزاجية اليوم معك وغداً عليك لاهواء تحركها الأطماع فما اجمل ان نمتلك رؤية واضحة تبني علي أسس الاحترام والأعراف والتقاليد الاجتماعية السليمة التي تحقق للفرد والمجتمع السلامة النفسية من حق أنفسنا ان نأسف لها لأننا لم ننقح الافراد جيدا اختلط الغث بالثمين احيانا توهمنا الصدق في منابع الكذب سرنا في طريق الخيال علي أنه واقعاً لم تكن الأحلام إلا سرابا والامال إلي توقعات خابت سريعاً علي بزوغ شمس الحقائق الذي كشفت الخداع حين حل النور محل الظلام
ولكن مهلا علي أنفسنا بعد صراعاتها الطويلة فقد عانت كثيراً خلال مضمار الحياة فعذرا أنفسنا لم نكن ندرك كل هذه الحقائق من البداية كان السراب مضللا وكانت الحقائق مشوشة غابت عن النفس كثيرا ولكنها انجلت مع إرادة الله فلا دوام إلا لله كل شيئا سيمر الفرح واالحزن والالم والارتياح علينا فقط التحلي بالصبر وامتلاك قوة الارادة التي تمكننا من مواجهة أنفسنا ومجابهة الحياة مهما بلغت خسارتنا في مواقف الحياة يكفينا ان نكسب ذاتنا ونبتعد عن كل ما يؤلمنا فقد يستأصل الإنسان عضوا من جسده في سبيل سلامة باقي الاعضاء فلا ارتكان الا علي الله ولا ثقة الا في علاه فله الحمد وله الشكر علي نعماه