"سراج الدين في سوهاج.. يُحارب وحده؟"

منذ أن وطأت قدماه أرض سوهاج في شهر يوليو، لم يعرف اللواء عبد الفتاح سراج الدين طريقًا للراحة. رجل جاء في زمن تتراكم فيه الملفات وتتوالى الفضائح، ليرث تركة ثقيلة من الفساد الإداري والمالي، وتراكم التجاوزات، والوجوه التي اعتادت أن تستبيح موارد المحافظة وتختبئ خلف المناصب.
كمية الفساد التي يتم الكشف عنها يوميًا، والتحقيقات التي تُجرى، والاستبعادات التي تطال مسؤولين وموظفين، لم تعد مجرد أخبار عابرة، بل أصبحت نمطًا يوميًا يُشعر المواطن السوهاجي بالمرارة، ويطرح سؤالًا خطيرًا: هل سوهاج لم تُخلق لأبنائها؟
هل كتب علينا أن نُحرم من حقنا في الحياة الكريمة، والوظيفة العادلة، والعدالة الاجتماعية؟
الشارع السوهاجي يغلي، ليس فقط من سوء الخدمات أو تدهور المرافق، بل من الإحساس العميق بالغبن، من أن الكفاءات تُقصى، والمخلصين يُهمشون، بينما يتصدر المشهد أصحاب المصالح وأتباع الولاءات العمياء.
هل المطلوب منا فقط أن ننتقد ونصرخ؟ أم آن الأوان أن نكون جزءًا من الحل، لا من المشاهدة؟
هل مؤسسات سوهاج كلها تحتاج إلى تطهير شامل؟ هل يجب أن يُعاد هيكلتها من الجذور؟ الإجابة واضحة أمام الجميع: نعم، فالوضع لم يعد يحتمل. والمفارقة أن من يقود هذه الحرب، يحارب وحده.
سراج الدين ليس ملاكًا، لكنه رجل دولة بمعنى الكلمة.
يجول في القرى، يفتح الملفات المغلقة، يتابع بنفسه، يواجه، يستبعد من ثبت فساده، ويصطدم بمنظومة متجذرة من التراخي والمصالح.
فماذا يستطيع أن يفعل سراج وحده؟ وكيف يبني وهو يواجه طوفانًا من الإهدار والخراب؟ الجواب: لن يستطيع وحده، لكنه يستطيع بنا.
رسالتنا له اليوم من قلوبنا:
"الله معك.. ونحن كذلك، نراك، نُقدّرك، وندعو لك."
في سوهاج رجال شرفاء، لا زالوا يحبون الوطن، ومستعدون أن يضحوا بكل شيء من أجل أن ننهض.
سِر على بركة الله، فالشرفاء من أبناء سوهاج معك، وقادرون على استرداد بلدهم من فم الفساد.