أقدار الله

ما أجمل التسليم باقدار الله نستقل قطار الحياة يقطع بنا المسافات يسرع احيانا ويتوقف احيانا أخري وربما يصيبه عطل لحظة ما ولا ندري الوقت الحقيقي الذي سيصل فيه القطار محطتنا التي نقصدها ولكن يمكن الخير الحقيقي في تزامن الوصول مع أقدار قدرها الله لنا رغم طول المسافة ووعورة الطريق. نقابل ركاب استقلوا القطار ونفارق اخرون وصلوا. غايتهم تعلو الوجوه ضحكات وعبرات صمت وحديث فلا تسير بنا رحلتنا علي وتيرة واحدة ولكن كل وتيرة ولها حكمتها بدايتها ونهايتها فلا تحزن لعارض ولا تفرح لوارد وتسير بنا رحي الرحلة في منعطفاتها ومنحنياتها واستقاماتها تقطع الاميال في طريق من اتجاه واحد ما نقطعه لا يعود ولكن تبقي شواهد تلوح أمام عيوننا تذكرنا احداثه تضحكنا وتبكينا الا ان فرحة المفاجأة عند الوصول نلتقي باحبابنا التي طال شوقنا فقد غابوا عن العين طيلة المسافات التي قطعناها ونحن نستقل القطار فقد تاهت أحلامنا في خضم الحياة قابلنا وفارقنا حزنا وسعدنا وفي احدي محطات الحياة يتوقف القطار كثيراً نحزن للوهلة الأولى أصابه عطل ولكن علي جنبات الإنتظار نلتقي باحلامنا التي غابت عن العيون فلا حزن ولا الم كم يكمن الخير في شر أصابنا وظنناه شرا ولكن فاجئنا في النهايات باحلامنا تصحافنا تعيدنا لأنفسنا التي فقدناها مع خيرا ظنناه خيرا تمنينا حدوثه وعندما تحققت الاماني لامسنا منه بطون الألم وعيون الحزن ولكن حتي الألم الذي أصابنا كان مفتاح الفرج فالحمد لله علي أقدار الله ولو اطلعنا علي اقدارنا وكان لنا حق الاختيار لاخترنا اقدارنا التي تهب النور وقت الظلام وتفتح آفاق الحياة حينما تشتد بنا تكون إيذانا بمولد جديد لصبح جديد يحذوه الأمل وتصحبه الحياة فلا تقلق وسلم الأمر لله فنحن لا ندرك خفايا الأمور ونهايات الأحداث ضاقت فلما استحكمت حلقاتها فرجت وكنت أظنها لا تفرج فلا ياس ولا حزن يأتي الغيث بعد الغيوم والرياح والبرق والرعد تأتي قطرات المطر الندية لتسقط علي الأرض فينبت الزرع وتكتسي الأرض الجدباء ثوب الحياة الجميل فلنسلم لبصيرة الله لنا تكون البدايات في النهاية فكل نهاية تعقبها بداية تنير وقت الظلام وتفتح صفحة جديدة مع تحقيق الآمال فقط ثق بالله وتوكل عليه فما اجمل فرج الله حينما يأتي ليزيل الحزن ويبدد الالم فقد نحسن الظن بالله وسوف يلهمنا المخرج الأمن من الظلمات إلي أبواب النعيم والسعادة والامل والحياة فالحمد لله رب العالمين علي أقدار الله