18:10 | 23 يوليو 2019

شخصية وعلامه مع نور سلامه مروان بن الحكم: من ولاية المدينة إلى تأسيس دولة الأمويين الثانية

3:17pm 07/05/25
صورة أرشيفية
نور سلامه

 يمثل مروان بن الحكم بن أبي العاص بن أمية شخصية محورية في تاريخ الدولة الإسلامية، حيث شهدت حياته تحولات جذرية وتقلبات سياسية قادت في نهاية المطاف إلى تأسيس الفرع المرواني من بني أمية، والذي استمر حكمه لعقود طويلة.
ولد مروان بن الحكم في المدينة المنورة في عام 623 ميلاديًا (على الأرجح)، ونشأ في كنف بني أمية، إحدى أبرز وأقوى عشائر قريش. عاصر فترة الخلفاء الراشدين، وكان له دور في بعض الأحداث الهامة خلال تلك الفترة. عُرف مروان بذكائه وفطنته ودهائه السياسي، بالإضافة إلى شجاعته وإقدامه في المواقف الصعبة.
تقلد مروان بن الحكم عدة مناصب هامة قبل وصوله إلى الخلافة. فقد كان واليًا على المدينة المنورة في عهد عثمان بن عفان، ثم عُزل لاحقًا. وفي عهد معاوية بن أبي سفيان، لعب دورًا هامًا في تثبيت دعائم الدولة الأموية. كما شارك في بعض الفتوحات والمعارك.
إلا أن نقطة التحول الأبرز في حياة مروان بن الحكم كانت فترة الفتنة الثانية التي عصفت بالدولة الإسلامية بعد وفاة يزيد بن معاوية. في خضم الصراعات بين المطالبين بالخلافة، برز اسم مروان كشخصية قادرة على لم الشمل وإعادة الاستقرار.
في عام 684 ميلاديًا، وبعد وفاة معاوية بن يزيد وتخلي مروان بن الحكم عن مبايعة عبد الله بن الزبير، اجتمع أنصاره في الجابية بالشام وبايعوه خليفة للمسلمين. كان هذا الحدث بمثابة الشرارة التي أطلقت مرحلة جديدة في تاريخ الدولة الأموية.
واجه مروان بن الحكم تحديات جسيمة في بداية حكمه. فقد كان عليه أن يخمد الثورات والاضطرابات في مختلف أنحاء الدولة، وأن يواجه منافسه القوي عبد الله بن الزبير الذي كان يسيطر على الحجاز ومعظم الأمصار.
بقيادته الحازمة ودهائه السياسي والعسكري، تمكن مروان من تحقيق انتصارات هامة. فقد استعاد مصر من قبضة أنصار ابن الزبير، وهزم قواته في معركة مرج راهط الحاسمة عام 684 ميلاديًا، مما وطد سلطته في الشام.
على الرغم من قصر فترة خلافته التي لم تتجاوز العام، إلا أن مروان بن الحكم نجح في وضع الأسس المتينة للفرع المرواني من بني أمية. فقد عين ولديه عبد الملك وعبد العزيز ولاة للعهد من بعده، مما ضمن استمرار حكم سلالته.
توفي مروان بن الحكم في دمشق في السابع من مايو عام 685 ميلاديًا، تاركًا وراءه دولة بدأت تستعيد عافيتها وتوحدها تحت قيادته. يُنظر إلى مروان بن الحكم كشخصية قوية ومؤسسة، استطاعت في فترة عصيبة أن تنقذ الدولة الأموية من التفكك وأن تضع لبنات مرحلة جديدة من حكم بني أمية، عُرفت فيما بعد بعصر الازدهار والقوة. لقد كانت حياته رحلة مليئة بالتقلبات والصراعات، لكنها انتهت بتأسيس سلالة حكمت العالم الإسلامي لعقود طويلة وتركت بصمة واضحة في التاريخ الإسلامي.
 

تابعنا على فيسبوك

. .
izmit escort batum escort
bodrum escort
paykasa bozum
gazianteplie.com izmir escort
18 film izle erotik film izle
deutsch porn