احداث هامه مع نور سلامه قناة بنما تشق طريقها: صفحة جديدة في تاريخ التجارة العالمية

 فى 7 مايو 1914: شهد العالم  حدثًا تاريخيًا بارزًا  غير وجه التجارة الدولية إلى الأبد، وذلك مع عبور أول سفينة تجارية لقناة بنما. هذا الإنجاز الهندسي العملاق، الذي استغرق عقودًا من التخطيط والعمل المضني، يربط الآن المحيط الأطلسي بالمحيط الهادئ عبر أضيق نقطة في برزخ بنما، ليفتح بذلك عصرًا جديدًا من السرعة والكفاءة في حركة البضائع حول العالم.
السفينة "أنكون" التابعة للجنة قناة بنما، والتي حملت على متنها مسؤولين حكوميين ومهندسين ومشاهدين محظوظين، أبحرت عبر الممرات المائية للقناة وسط احتفالات بهيجة وتصفيق حار. لقد كان هذا العبور بمثابة تتويج لجهود جبارة تغلبت على تحديات طبيعية وبشرية هائلة، بدءًا من التضاريس الوعرة والمناخ الاستوائي القاسي، وصولًا إلى تفشي الأمراض والصعوبات التقنية.
لقد كانت فكرة إنشاء ممر مائي يربط بين المحيطين تراود المخيلة البشرية لقرون، ولكنها لم تتحقق على أرض الواقع إلا بفضل التصميم والإصرار. فبعد محاولات فرنسية باءت بالفشل في القرن التاسع عشر، تولت الولايات المتحدة الأمريكية زمام المبادرة في أوائل القرن العشرين، ونجحت في إكمال هذا المشروع الضخم الذي يبلغ طوله حوالي 80 كيلومترًا.
تعتمد قناة بنما على نظام فريد من الأهوسة (الأقفال المائية) لرفع وخفض السفن بين مستوى سطح البحر ومستوى بحيرة غاتون الاصطناعية، التي تشكل جزءًا كبيرًا من مسار القناة. هذا النظام المبتكر يسمح للسفن الكبيرة بالمرور عبر التضاريس الجبلية الوعرة التي كانت تعيق حركة الملاحة سابقًا.
إن الأهمية الاستراتيجية والاقتصادية لقناة بنما لا يمكن التقليل من شأنها. فهى  تقلل  بشكل كبير من وقت وتكلفة نقل البضائع بين السواحل الشرقية والغربية للأمريكيتين، وبين أوروبا وآسيا. تعمل القناة على تعزيز التجارة العالمية، وتسهيل حركة المواد الخام والمنتجات المصنعة، وتساهم في نمو الاقتصادات في جميع أنحاء العالم.
لقد كان يوم السابع من مايو عام 1914 يومًا تاريخيًا سيظل محفورًا في ذاكرة الإنسانية كرمز للطموح البشري والقدرة على التغلب على الصعاب لتحقيق إنجازات عظيمة تخدم البشرية جمعاء. ومع عبور أول سفينة، بدأ ت قناة بنما رحلتها في رسم ملامح جديدة لخريطة التجارة العالمية في القرن  العشرين وما بعده.