سلاماً... لعبة للشاعر: أحمد عزيز الدين أحمد

سلاماً...
لكن قفْ
هل السلامُ هنا؟
أم أنه
سقطَ السلاحُ... وبقيتْ
خُوَذُ الادّعاءْ؟
سلاماً، لعبةٌ أخرى من الأقنعةِ،
نُشيدٌ أخرسٌ
والخوفُ مكتوبٌ على أبوابنا
كالعهدِ في صكِّ الولاءْ.
سلاماً، والدمُ المصلوبُ
يضحكُ في الخفاءْ،
والطفلُ – في عينيه –
خريطةُ حزنِ هذا الكوكبِ المملوءِ
بالأسماءِ
والأشلاءِ
والشهداءِ
والغرباءِ
والنُفَساءْ.
سلاماً يا لعبةَ الكِبْرِ التي
باعتْ قميصَ العدلِ
للـسوقِ الرماديِّ الذي
مازالَ يعقدُ صفقةً أخرى
بماءِ الأوفياءْ.
سلاماً...
هل جرّبتَ أن تُلقي الزهورَ
على جراحٍ
لم تُخَطّ بعدُ؟
أو أن تقيسَ الضوءَ
في أعينِ موتى لا يرونَ؟
أو أن تُقَبِّلَ ظلَّ قاتلِكَ الجميلِ
إذا دعاك إلى العَشاءْ؟
سلاماً،
والمشانقُ تُستعارُ لمهرجانِ الحريةِ الكبرى،
وأعيننا المعلّقةُ التي
ما زالتِ
تتلو آيةَ "المهديِّ إن جاءَ..."
وتبكي
في الخفاءْ.
سلاماً...
والسلامُ يُقالُ مثلَ النُّكتةِ السوداءِ
في حضرةِ سُهادٍ لا ينامْ،
والناسُ مثلُ البيادقِ
في رقعةٍ نُحكمُ فيها
من خلالِ لعبةِ "السَّلامْ".
سلاماً...
إن كانَ للوحشِ التقيُّ قناعُهُ،
فالمسرحُ المكشوفُ
يُضحكنا ويبكينا معاً،
ويُرينا كيف صارَ الطفلُ
لُعبةَ قنّاصٍ
يشاهدُ في العيونِ
نهايةَ الأنغامِ
في عُمرِ الوئامْ.
سلاماً، أيها المتكلّمونَ بصمتِكم،
الراسمونَ خرائطَ النصرِ الزائفِ
في دمِ الغريبْ،
المُصغونَ لصوتِ الوهمِ
حينَ يُقالُ: إنّا في سلامْ!
سلاماً...
إن كانَ من بعدِ الكلامِ
خاتمةٌ،
فليكنْ:
"نُحِبُّكِ يا حياةُ
ولوْ ملأنا كلَّ فجرٍ
بالعزاءْ".
بقلم / احمد عزيز الدين احمد
؛؛؛؛؛؛ شاعر الجنوب