شخصية وعلامه مع نور سلامه

في مثل هذا اليوم، الخامس من مايو عام 1821، أسدل التاريخ ستاره على واحدة من أكثر الشخصيات إثارة للجدل في العصر الحديث: نابليون بونابرت، الإمبراطور الفرنسي الذي غيّر وجه أوروبا بسيفه وقوانينه، قبل أن ينتهي به المطاف وحيدًا ومنفيًا في جزيرة نائية بالمحيط الأطلسي.
ولد نابليون في جزيرة كورسيكا عام 1769، لعائلة تنتمي إلى طبقة النبلاء الصغيرة. أظهر نبوغًا مبكرًا في العلوم العسكرية، وما إن تخرّج من المدرسة الحربية حتى أُتيحت له الفرصة لتسلق سلم المجد بسرعة غير مسبوقة، بفضل عبقريته العسكرية وظروف الثورة الفرنسية.
لم يكن نابليون مجرد قائد عسكري؛ بل كان صاحب مشروع إمبراطوري طموح، سعى لتوحيد أوروبا تحت راية فرنسا، ونشر مبادئ الثورة من حرية وعدالة، وإن كان ذلك بقوة السلاح. انتصر في معارك تاريخية مثل "أوسترليتز" و"يينا"، لكنه هُزم أيضًا في معارك كبرى كـ"واترلو" التي كانت بداية النهاية.
أعاد نابليون صياغة القوانين في فرنسا من خلال "القانون المدني الفرنسي" المعروف بـ"قانون نابليون"، والذي ما زالت آثاره القانونية قائمة في العديد من دول العالم حتى اليوم.
في عام 1815، وبعد هزيمته في معركة واترلو، نُفي إلى جزيرة "سانت هيلينا"، حيث قضى السنوات الست الأخيرة من حياته في عزلة، محاطًا بذكريات مجده الغابر وأحلامه المنهارة.
في الخامس من مايو عام 1821، توفي نابليون بمرض مجهول – قيل إنه السرطان، وقيل إنه تسمم – تاركًا وراءه إرثًا ضخمًا من الجدل: هل كان طاغية؟ أم مصلحًا؟ هل خرب أوروبا؟ أم حاول بناءها من جديد؟
ما لا يمكن إنكاره، أن نابليون بونابرت كان رجلًا تجاوز حدود زمانه، وترك بصمة لا تُمحى على مسرح التاريخ العالمي.