احداث هامه مع نور سلامه

في مثل هذا اليوم، الخامس من مايو عام 1981، اتخذت دول الخليج العربي خطوة تاريخية نحو تعزيز التعاون والتكامل، من خلال تأسيس مجلس التعاون لدول الخليج العربية، وهو الكيان الإقليمي الذي بات أحد أبرز التجمعات العربية السياسية والاقتصادية في العصر الحديث.
وقد جاءت فكرة المجلس استجابة للتحديات الإقليمية والدولية المتصاعدة آنذاك، وعلى رأسها تداعيات الثورة الإيرانية، والحرب العراقية الإيرانية، وتزايد الحاجة لتوحيد المواقف الخليجية في ظل التقلبات السياسية والاقتصادية التي شهدتها المنطقة. بدأت الاجتماعات التمهيدية في العاصمة السعودية الرياض، وتوّجت بالإعلان الرسمي عن تأسيس المجلس في 25 مايو 1981، إلا أن تاريخ 5 مايو ظل شاهدًا على بداية النقاشات الجدية التي مهدت لهذا التحول التاريخي.
ويضم المجلس ست دول هي: السعودية، الإمارات، الكويت، قطر، البحرين، وسلطنة عمان. ومنذ تأسيسه، وضع المجلس أهدافًا استراتيجية، أبرزها: تحقيق التنسيق والتكامل والترابط بين الدول الأعضاء، وتوحيد الأنظمة في مختلف المجالات، بدءًا من الاقتصاد والتعليم والصحة، وصولًا إلى السياسة والدفاع.
وطوال أكثر من أربعة عقود، حقق المجلس عددًا من الإنجازات، من بينها:
إنشاء السوق الخليجية المشتركة.
إطلاق الربط الكهربائي الخليجي.
تعزيز التعاون العسكري والدفاعي، خاصة مع تشكيل قوة درع الجزيرة.
دعم المواقف السياسية الموحدة، وخصوصًا في القضايا الإقليمية والدولية.
ورغم النجاحات، واجه المجلس تحديات كبيرة، مثل الخلافات السياسية بين بعض الأعضاء، وتباطؤ خطوات التكامل الاقتصادي. ومع ذلك، لا يزال مجلس التعاون يمثل مظلة مهمة للبيت الخليجي، خصوصًا في ظل المتغيرات الإقليمية المتسارعة.
وفي ذكرى تأسيسه، يبقى مجلس التعاون الخليجي نموذجًا عربيًا نادرًا في العمل الجماعي، وتجربة تستحق التطوير والبناء عليها لمواكبة تطلعات الشعوب الخليجية، وترسيخ الأمن والاستقرار والازدهار في منطقة من أكثر مناطق العالم حساسية وأهمية