18:10 | 23 يوليو 2019

"قضية الطفل ياسين... حين يتحوّل الألم إلى فتنة"

11:11am 30/04/25
أرشيفية
أحمد الشبيتي

في خضمّ ما نشهده هذه الأيام من جدل واسع وصراع في الروايات حول حادثة اغتصاب الطفل "ياسين" من مدينة دمنهور بمحافظة البحيرة، تعود أمام أعيننا قضية إنسانية مؤلمة تمسّ ضمير كل من بقي له قلب. حادثة تعود وقائعها إلى ما يزيد عن عام، لكنها انفجرت فجأة هذه الأيام لتصبح حديث الإعلام ومواقع التواصل، مثيرةً موجةً من الغضب، والاتهامات، والاتهامات المضادة، والجدل الطائفي الذي قد يقود – لا قدر الله – إلى فتنة اجتماعية خطيرة.

 

فهل نحن أمام واقعة عدالة مؤجلة؟ أم أمام تلاعب بعقول الناس؟ هل ياسين ضحية اغتصاب فظيع، أم ضحية استغلال لقضية إنسانية في لعبة أكبر مما نظن؟ أسئلة كثيرة بلا إجابات واضحة، وسط تضارب أقوال عن ضلوع مدير المدرسة، ومُدرسة، ومربية، ورجل مسن في تلك الجريمة الشنيعة – إن صحّت.

لكنّ السؤال الأهم: لماذا الآن؟ ولماذا بهذه الطريقة؟

 

أولاً: البُعد القانوني

القضية – إن ثبتت وقائعها – تحمل أركان جريمة مُركّبة، تشمل الاعتداء الجنسي على قاصر، التستر، الإهمال الجسيم، وربما التواطؤ الإداري. ومع ذلك، لا يمكن الحكم دون أدلة جنائية قاطعة، وتقارير طبية رسمية، وتحقيقات شفافة. فالقانون لا يُبنى على العاطفة، بل على الحُجّة والبرهان. ولكن التأخير في تحريك الدعوى أو تصعيدها للرأي العام بعد عام كامل يضع علامات استفهام كبيرة.

 

ثانياً: البُعد الاجتماعي

الشارع المصري تحرّك بعاطفته، كالعادة، متأثراً بمشهد طفل يصرخ من الألم، وأم منهارة، وشهادات مفزعة. لكن بين الحقيقة والتهويل، تاهت العقول، وانقسم الناس. الأسوأ أن يتحوّل النقاش إلى صراع طائفي، بين مسلمين ومسيحيين، في وقت نحن أحوج ما نكون فيه إلى الوحدة. هل يعقل أن تُستغل مأساة طفل لإشعال فتنة؟ ومن المستفيد؟ سؤال لا بد من طرحه.

 

ثالثاً: البُعد السياسي والإعلامي

القضية دخلت قاعات المحاكم، وخرجت إلى قاعات الإعلام. تحوّلت من دعوى جنائية إلى حملة عامة، واستُخدمت في المزايدات. فهل يُراد بهذه القضية تشويه مؤسسة؟ أو إلهاء الرأي العام؟ أم أنها صرخة أخيرة لأم فقدت الثقة في العدالة؟ مهما كان السبب، فإن استغلال قضايا كهذه إعلامياً وسياسياً خطرٌ داهم يهدد مؤسسات الدولة والثقة في القانون.

 

وأخيراً، رسالتي إلى ياسين:

لا نعلم يا صغيري لماذا أصبحت قصتك قضية رأي عام الآن. هل لأنك مظلوم بحق، أم لأن هناك من أرادك أداةً لمعركة خفية؟ لكننا نعلم أن الحق لا يضيع، وأن الله لا ينسى دعاء المظلوم. إن كانت هذه صرختك الحقيقية، فاعلم أن هناك من يسمع، وأن عدالة الأرض – وإن تأخرت – لن تصمد طويلاً أمام عدالة السماء.

 

رسالتنا كمجتمع:

لنقف صفًا واحدًا مع القانون، لا مع الشائعات. مع العدالة، لا مع الفتنة. مع الطفولة، لا مع الاستغلال. هذه القضية ليست فقط عن ياسين، بل عن قيمنا وهويتنا، عن ضمير وطن.

تابعنا على فيسبوك

. .
izmit escort batum escort
bodrum escort
paykasa bozum
gazianteplie.com izmir escort
18 film izle erotik film izle
deutsch porn