18:10 | 23 يوليو 2019

قناة السويس ليست منّة من أحد بقلم: النائبة البرلمانية السابقة نادية هنرى

8:22am 28/04/25
النائبة البرلمانية السابقة نادية هنرى
نادية هنري

مقدمة:

في عالم تموج فيه المصالح وتضطرب فيه التحالفات، تبقى قناة السويس شاهدًا خالدًا على إرادة مصر الحرة، ودليلًا ساطعًا على السيادة التي لا تقبل الجدل.

ولا يجب أن نغفل عن أن هناك علاقة استراتيجية قوية تربط بين مصر والولايات المتحدة الأمريكية، علاقة امتدت لعقود وشهدت تعاونًا مثمرًا في مختلف المجالات السياسية والأمنية والاقتصادية.

ورغم تمسك مصر بحقوقها السيادية، إلا أن هذه العلاقة المتينة تملك دومًا القدرة على إيجاد مسارات للبناء المشترك والتفاوض الإيجابي، بما يحقق مكاسب متبادلة للطرفين ويعزز الاستقرار الإقليمي والعالمي.

مؤخراً، أثارت تصريحات للرئيس الأمريكي دونالد ترامب حول "حق أمريكا في عبور مجاني لقناة السويس لأنها تحميها"، تساؤلات عديدة، تستحق وقفة جادة.

لنفهم أولاً أن قناة السويس، وفقًا لاتفاقية القسطنطينية لعام 1888، ممر دولي حر لكل السفن في أوقات السلم والحرب، مقابل رسوم عادلة، وليس عبورًا مجانيًا لدولة دون غيرها.

هذه السيادة أكدها الشعب المصري بدمائه منذ تأميم القناة سنة 1956، في وجه قوى دولية حاولت احتكارها.

اليوم، محاولة تصوير حماية المصالح الأمريكية في باب المندب أو في مكافحة الإرهاب وكأنها مخصصة لقناة السويس تحديدًا، هي تبسيط مخل للواقع.

نعم، التدخلات الأمريكية ضد القرصنة قبالة الصومال أو ضد هجمات الحوثيين في البحر الأحمر، قد أدت إلى تحسين ظروف الملاحة الدولية عامة.

لكن هذه التحركات كانت دومًا جزءًا من استراتيجية أمن قومي أمريكي خاص، وليست موجهة حصريًا لحماية قناة السويس أو مصلحة مصر.

بل يجب أن نتذكر أن مصر ذاتها خاضت معاركها الطويلة ضد الإرهاب، وقدمت للعالم مساهمات عظيمة، سواء في مكافحة الإرهاب الدولي أو في دعم الاستقرار الإقليمي.

ولا ننسى أن مصر لعبت دورًا محوريًا خلال الحرب الباردة، حيث قدمت معونة حاسمة للولايات المتحدة في حربها بالوكالة في أفغانستان، مما ساهم في إسقاط الاتحاد السوفيتي، وتحقيق نصر أمريكي استراتيجي عالمي.

مصر ليست عبئًا استراتيجيًا على الولايات المتحدة كما قد توحي بعض الخطابات المندفعة، بل كانت وما زالت ركيزة للاستقرار، وشريكًا رئيسيًا في دعم أمن المنطقة والعالم.

خاتمة:

إن قناة السويس لم تكن ولن تكون منّة من أحد، بل كانت ثمرة تضحيات أجيال من المصريين الذين آمنوا بحقهم في السيادة والكرامة.

ومع إقرارنا الكامل بأهمية ومتانة العلاقة الاستراتيجية التي تربط بين مصر والولايات المتحدة الأمريكية، نؤمن أيضًا أن هذه العلاقة، بما تحمله من خبرات تاريخية وشراكات ناجحة، قادرة على خلق مسارات جديدة للتفاوض البنّاء وتحقيق المصالح المشتركة، بما يحفظ السيادة الوطنية ويخدم مصالح الشعبين المصري والأمريكي معًا.

إن حماية قناة السويس مسؤولية مصرية في المقام الأول، وإدارتها الحكيمة خير رد على كل من يحاول أن ينتقص من هذا الإنجاز الوطني الخالد.

تابعنا على فيسبوك

. .
izmit escort batum escort
bodrum escort
paykasa bozum
gazianteplie.com izmir escort
18 film izle erotik film izle
deutsch porn