من الحرب إلي السلام. .حكاية أرض الفيروز
تحرير سيناء يعدّ من أعظم الانتصارات في تاريخ مصر الحديث، إذ يمثل استعادة جزء غالٍ من أرض الوطن بعد سنوات من الاحتلال والمعاناة. بدأت قصة تحرير سيناء بعد نكسة عام 1967، عندما احتلت إسرائيل شبه جزيرة سيناء بالكامل، ولكن لم تقبل مصر بالأمر الواقع، وبدأت مرحلة النضال لاستعادتها سياسيًا وعسكريًا.
كانت حرب أكتوبر 1973 هي نقطة التحول الكبرى، حيث عبر الجيش المصري قناة السويس واقتحم خط بارليف، في معركة جسّدت روح التضحية والفداء لدى الجندي المصري. وبعد الحرب، دخلت مصر في مفاوضات طويلة انتهت بتوقيع اتفاقية كامب ديفيد عام 1979، والتي نصت على انسحاب إسرائيل الكامل من سيناء.
اكتمل الانسحاب الإسرائيلي في 25 أبريل 1982، وهو اليوم الذي تحتفل فيه مصر سنويًا بـ"عيد تحرير سيناء". ويظل هذا اليوم رمزًا للكرامة الوطنية، والانتصار بالإرادة والصبر والعزيمة.
اليوم، تمثل سيناء منطقة استراتيجية وتنموية مهمة، إذ تسعى الدولة إلى تنميتها ودمجها بشكل أوسع في الاقتصاد الوطني، من خلال مشروعات البنية التحتية، والمزارع، والمناطق الصناعية، لضمان استقرارها وتقدمها.
في الختام، تحرير سيناء لم يكن مجرد استرجاع لأرض، بل هو درس في التضحية والوحدة الوطنية، يثبت أن الشعوب التي تؤمن بحقها لا بد أن تنتصر في النهاية.
