أحمد زكي أبو شادي.. رائد التجديد في الشعر العربي السبت 19 أبريل 2025

في مثل هذا اليوم من عام 1955، فقدت الساحة الأدبية العربية أحد أعلامها المبدعين، وهو الشاعر والمفكر أحمد زكي أبو شادي، الذي لم يكن مجرد شاعر، بل طبيبًا، ومترجمًا، ومُصلحًا ثقافيًا ساهم في إعادة تشكيل وجه الشعر العربي في القرن العشرين.
نشأته وتعليمه
وُلد أحمد زكي أبو شادي في 9 فبراير 1892 بمدينة القاهرة. نشأ في بيئة مثقفة، وكان شغوفًا بالأدب منذ صغره، إلى جانب اهتمامه بالعلوم. التحق بكلية الطب، وتخرج طبيبًا، ثم سافر إلى إنجلترا لاستكمال دراسته في علم الجراثيم.
لكن رغم مسيرته الطبية الناجحة، ظل قلبه معلقًا بالكلمة والقصيدة، فمارس الكتابة والشعر والترجمة منذ شبابه المبكر.
جماعة أبولو: ثورة شعرية
في عام 1932، أطلق أبو شادي مشروعًا شعريًا طموحًا هو "جماعة أبولو"، التي كانت تهدف إلى تجديد الشعر العربي والخروج به من قيود التقليدية والجمود.
أسس مجلة تحمل نفس الاسم، دعا من خلالها إلى:
كسر الشكل الكلاسيكي للقصيدة.
إدخال التجريب الفني والتأمل الذاتي.
تحرير القصيدة من القافية الموحدة.
إعطاء مساحة للشعر الوجداني والرومانسي.
وقد انضم إليه شعراء كبار أمثال: إبراهيم ناجي، علي محمود طه، ومحمود حسن إسماعيل.
أعماله وأفكاره
كتب أبو شادي عدة دواوين شعرية منها:
أنداء الفجر
إشراق
ألحان الخلود
الشفق الباكي
كما ترجم أعمالًا أدبية وعلمية من الإنجليزية، وكتب في مجالات متعددة: الأدب، السياسة، الفلسفة، والتصوف.
آمن بدور الفن في تهذيب النفس، وكان يدعو إلى التفاعل الحضاري بين الشرق والغرب.
الهجرة إلى أمريكا ووفاته
في الأربعينات، انتقل أبو شادي إلى الولايات المتحدة، حيث عمل طبيبًا ومحاضرًا، لكنه لم ينقطع عن الأدب. ظل يكتب ويترجم ويشارك في المنتديات الثقافية حتى وافته المنية في 19 أبريل 1955، عن عمر ناهز 63 عامًا.
إرث لا يُنسى
رغم مرور عقود على وفاته، لا تزال بصمته حاضرة في الأدب العربي الحديث.
كان أحمد زكي أبو شادي صوتًا حرًا، وضميرًا فنيًا سابقًا لعصره، ومثالًا للشاعر الذي جمع بين العلم والإبداع، وبين التجديد