ما هو الاستيقاظ الروحى؟

الاستيقاظ الروحى ليس فكرة تقرأها
ولا تجربة تفسرها بالعقل. إنه لحظة تتلاشى فيها الأوهام
وترى الحقيقة كما هى.
لحظة تدرك فيها أن الحياة لم تكن كما كنت تعتقد وأن ما كنت تبحث عنه فى الخارج
كان دائمًا بداخلك أقرب إليك من نفسك.
إنها ليست رحلة تبدأها
بل ذاكرة تعود إليك كأنك كنت نائمًا ثم استيقظت فجأة.
ليس هناك طريق واحد للاستيقاظ
ولا توجد قاعدة ثابتة،
لكنه دائمًا يبدأ عندما تبدأ فى الرؤية ببصيرتك لا بعقلك. عندما تتخلى عن الحاجة للتفسيرات المنطقية وتبدأ فى الشعور بالحقيقة كما هى فى أعماق كيانك.
ما هو الاستيقاظ الروحى؟
هو اللحظة التى تدرك فيها أن كل الأسئلة التى كنت تسألها لم يكن الهدف منها العثور على الإجابة بل دفعك إلى إدراك أنك كنت تعرفها دائمًا. ليست معلومة جديدة بل كشف عن شيء كان فيك منذ الأزل.
ابن عربى عبر عن هذه اللحظة بقوله:
كنت أظن أننى أنا حتى أدركتُ أننى هو.
ليس هذا إدراكا عقليا بل تجربة روحية مباشرة حيث يتلاشى الإحساس بالانفصال وتدرك أن الله ليس خارجك بل فى داخلك فى كل نفس تتنفسه وفى كل لحظة وعي تعيشها.
كيف تعرف أنك تمر بالاستيقاظ الروحى؟
تشعر أن المعرفة تنبع من داخلك وكأنك تتذكر شيئًا كنت تعرفه دائمًا.
لم تعد تحتاج إلى إثبات لكل شىء لأنك تشعر بالحقيقة بلا حاجة للتفسيرات العقلية.
يصبح حدسك أقوى وتبدأ فى الوثوق به أكثر من أفكارك المعتادة.
تدرك أن الحب غير المشروط ليس شيئًا عليك أن تحصل عليه بل هو حالتك الأصلية، قبل أن تغطيها مخاوف العقل.
جلال الدين الرومى وصف هذه اللحظة بقوله:
لقد طرق العشق بابى ففتح له عقلى فقال: لا هذا بيت القلب فقط!
معرفة الله من خلال الاستيقاظ
الله ليس فكرة تحتاج إلى إثبات، وليس معتقدًا عليك أن تتبناه بل هو حضور حى فى داخلك. عندما تستيقظ لا تعود تراه ككيان منفصل عنك بل كجوهر كيانك. لم يكن هناك يومًا انفصال بينك وبين الله لكن برمجة العقل جعلتك تعتقد أنك تحتاج إلى البحث عنه بينما الحقيقة كانت دائمًا هنا.
الحب الإلهى ليس شيئًا تحتاج إلى تحقيقه بل أنت فى حالتك الأصلية عندما تتخلص من كل أوهام العقل والمعتقدات التى تضع حدودًا لهذا الحب.
ابن سينا قال ذات مرة:
إذا تحرر العقل من قيوده رأى النور حيث لم يكن يراه من قبل.
لماذا قد يكون الاستيقاظ الروحي مربكا؟
عندما تبدأ فى الرؤية بعين البصيرة قد تشعر بالارتباك لأنك تدرك أن:
الكثير مما كنت تؤمن به كان مجرد برمجة ذهنية وليس الحقيقة.
المفاهيم التى بنيت عليها حياتك لم تعد صالحة لأنك الآن ترى أعمق منها.
الأشخاص من حولك ربما لم يصلوا بعد إلى هذا الإدراك مما يجعلك تشعر بالعزلة فى البداية.
لكن مع كل هذا، هناك سلام داخلى لم تعهده من قبل. لم يعد خوفك يسيطر عليك، لأنك تدرك أن كل شيء يسير وفق حكمة إلهية وأنك لست هنا لتصارع الحياة بل لتنسجم معها.
الفرق بين التفكير بالعقل والتفكير بالبصيرة
العقل يحلل لكن البصيرة ترى بوضوح.
العقل يبحث عن دليل، لكن البصيرة تعرف بلا حاجة للإثبات.
العقل يسأل، لكن البصيرة تجيب دون أن تحتاج إلى السؤال.
العقل يقسم الأشياء إلى صحيح وخطأ بينما البصيرة ترى أن كل شيء متصل ببعضه.
كيف تعيش الاستيقاظ الروحي دون ارتباك؟
ثق فى حدسك حتى لو لم يكن منطقيًا لعقلك.
لا تحاول تفسير كل شيء، بل اسمح للحقيقة بأن تتجلى لك بطريقتها الخاصة.
ابقَ حاضرًا في اللحظة لأن الحقيقة لا توجد فى الماضي أو المستقبل بل فقط فى الآن.
اجعل الحب غير المشروط أسلوب حياتك لأنه طريقك إلى التحرر الحقيقى.
ماذا بعد الاستيقاظ؟
الاستيقاظ ليس نهاية الرحلة بل بداية جديدة حيث تبدأ فى رؤية الأشياء كما هى بلا أقنعة، بلا أوهام فقط حقيقة نقية مليئة بالحب. لم تعد تبحث عن الإجابات فى الخارج، لأنك تدرك أن كل شيء كان بداخلك طوال الوقت.
ابن عربى قال:
العارف من يرى الحق فى كل شىء بل يراه عين كل شيء.
هل شعرت يومًا بأنك ترى الأمور بوضوح دون أن تحتاج إلى تفسير؟ هل مررت بلحظة أدركت فيها أن حدسك يعرف أكثر مما كنت تعتقد؟ هل اختبرت لحظة شعرت فيها بأن الله ليس فكرة بل حضور حي في داخلك؟ شارك تجربتك.
هذا ليس مجرد مقال إنه خريطة طريق لمن يبحثون عن الحقيقة لمن يريدون أن يتذكروا من هم، لمن يريدون أن يتحرروا من الأوهام ليعيشوا فى نور الوعى والحب الإلهى. أنا مسؤولة عن إيصال هذه المعرفة بأمانة لأننى أعلم أن الاستيقاظ ليس أمرًا بسيطًا وأن الكثيرين يمكن أن يضيعوا فى الطريق إذا لم يكن لديهم من يرشدهم.
لذلك، هذه الكلمات ليست نظريات بل رسائل من القلب إلى القلب لمن هم على طريق النور حتى لا يكونوا تائهين بل أكثر وعيًا وسلامًا مع حقيقتهم الداخلية.
البصيرة تنقسم إلى قسمين:البصيرة النورانيه العلويه الالهيه :هبه من الله رب العالمين وهى تفتح بقدرة الله رب العالمين
للإنسان الذى يستحق بعد اختبارات كبيرة جدآ.البصيرة السفليه أو الشيطانية :
تاتى من شياطين الجن وتعطى بطرق شركيه نجسه وتفتح علي الجانب السفلى من الظلام .