شم النسيم بين البهجة والمسؤولية القانونية

في أعياد شم النسيم، حيث يخرج الناس إلى الحدائق والمتنزهات، وتنتشر أجواء البهجة والفرح بين العائلات، تزداد أهمية الوعي القانوني والحرص الشديد على السلوكيات الفردية والعامة. فالعيد ليس فقط مناسبة للمرح، بل أيضًا اختبار حقيقي لمدى احترامنا للقانون والنظام العام.
أولًا: احترام الأماكن العامة
القانون المصري يُعاقب على كل من يسيء استخدام المرافق العامة، أو يسبب تلفًا أو إزعاجًا للآخرين، سواء بإشعال النيران في غير الأماكن المخصصة، أو ترك المخلفات، أو إحداث ضوضاء تؤذي الآخرين. هذه السلوكيات تُعد مخالفات صريحة لقانون البيئة وقانون العقوبات.
ثانيًا: الأطعمة الفاسدة والتسمم الغذائي
مع شهرة شم النسيم بأكل "الفسيخ والرنجة"، تتكرر حالات التسمم سنويًا، وهنا يظهر دور الرقابة، لكن يبقى العبء الأكبر على المواطن. القانون يحاسب من يبيع مواد غذائية غير صالحة للاستهلاك الآدمي وفقًا لنص المادة 96 من قانون حماية المستهلك، والتي تنص على تغليظ العقوبات على كل من يروّج أو يبيع منتجات فاسدة.
ثالثًا: حماية الأطفال وعدم تعريضهم للخطر
في ظل التجمعات والازدحام، يجب التنبه لسلامة الأطفال ومراقبة تصرفاتهم. القانون يجرّم الإهمال الذي قد يؤدي إلى إصابة قاصر أو تعريضه للخطر، ويضع مسؤولية مباشرة على الوالدين أو من يتولى رعايتهم.
رابعًا: القيادة تحت تأثير الكحول أو المخدرات
للأسف، في بعض الأعياد، يربط البعض بين الفرح وتعاطي المواد المُسكرة. وهنا نشير إلى أن القيادة تحت تأثير المخدر أو الكحول تُعد جريمة جسيمة وفقًا لقانون المرور، ويعاقب عليها بالحبس والغرامة وسحب الرخصة.
خامسًا: التصوير والتشهير بدون إذن
مع انتشار الهواتف المحمولة، قد يُقدِم البعض على تصوير الآخرين أثناء تنزههم أو بدون رضاهم، ثم نشر هذه الصور على وسائل التواصل. هذه الأفعال تُعد انتهاكًا للخصوصية، وقد يعاقب عليها القانون وفقًا للمادتين 25 و26 من قانون مكافحة جرائم تقنية المعلومات.
خاتمة:
الفرح حق، لكن لا يجب أن يكون على حساب القانون أو الآخرين. فليكن شم النسيم هذا العام مناسبة لنفرح بوعي، ونحتفل باحترام، ونعكس صورة مجتمع راقٍ يحترم النظام والقانون.
كل عام وأنتم بخير، وعيدكم أمان وسلام.