احداث هامه مع نور سلامه في مثل هذا اليوم: صفحات من التاريخ تُطوى وتُفتح الجمعه 18 أبريل 2025
يطل علينا الثامن عشر من أبريل حاملاً بين طياته صفحات ثرية من تاريخنا الإنساني، فشهد هذا اليوم على مر العصور أحداثًا مفصلية تركت بصمات واضحة على مسار الحضارات والشعوب. من صروح دينية شامخة إلى شرارة حروب غيرت وجه العالم، ومن إنجازات علمية باهرة إلى أفول شموس لامعة، يظل هذا التاريخ شاهداً حياً على تقلبات الزمن وعظمة الإنجاز البشري.
في فجر النهضة الأوروبية، وتحديداً في عام 1506، وُضع حجر الأساس لأحد أعظم التحف المعمارية والدينية في العالم، كاتدرائية القديس بطرس في قلب الفاتيكان. هذا الصرح المهيب لم يكن مجرد مكان للعبادة، بل أصبح رمزاً للقوة الروحية والفنية، وشاهداً على عبقرية فنانين وعمالقة الهندسة المعمارية.
وبعد عقدين من الزمان، وفي عام 1521، وقف مارتن لوثر بشجاعة أمام مجمع فورمس ليُعلن تمسكه بآرائه الإصلاحية، متحدياً بذلك سلطة الكنيسة الكاثوليكية آنذاك. كانت كلماته بمثابة الشرارة التي أشعلت فتيل الإصلاح البروتستانتي، وهو حدث تاريخي غيّر الخريطة الدينية والسياسية لأوروبا.
ومع بزوغ فجر جديد في القارة الأمريكية، شهد الثامن عشر من أبريل عام 1775 بداية فصل حاسم في تاريخ الولايات المتحدة. ففي هذا اليوم، دقت طبول الحرب مع اندلاع معركتي ليكسينغتون وكونكورد، إيذاناً ببدء حرب الاستقلال الأمريكية. وفي تلك الليلة التاريخية، قام بول ريفير برحلته البطولية ليحذر الوطنيين من تقدم القوات البريطانية، لتُسطر بذلك أولى صفحات الكفاح من أجل الحرية والاستقلال.
وفي مطلع القرن العشرين، اهتزت مدينة سان فرانسيسكو الأمريكية بقوة الطبيعة في عام 1906. فقد ضربها زلزال مدمر أعقبه حرائق هائلة، ليحول المدينة النابضة بالحياة إلى رماد ويخلف آلاف الضحايا والمشردين. كانت هذه الكارثة بمثابة تذكير قاسٍ بقوة الطبيعة وعجز الإنسان أمامها.
وفي خضم الحرب العالمية الثانية، شهد الثامن عشر من أبريل عام 1942 جرأة غير مسبوقة عندما نفذت الولايات المتحدة غارة دوليتل الجوية على الأراضي اليابانية. كانت هذه الغارة بمثابة رد رمزي على الهجوم على بيرل هاربور، ورفعت من معنويات الحلفاء في بداية الحرب. وفي عام 1943، خسرت اليابان أحد أبرز قادتها العسكريين، الأدميرال إيسوروكو ياماموتو، العقل المدبر للهجوم على بيرل هاربور، عندما أسقطت طائرته.
ومع انتهاء الحرب، بدأت تظهر ملامح عالم جديد. ففي عام 1949، أعلنت جمهورية أيرلندا استقلالها رسمياً، لتطوي صفحة طويلة من النضال من أجل الاستقلال. وفي عام 1954، برز اسم جمال عبد الناصر في سماء السياسة المصرية، ليقود لاحقاً مرحلة محورية في تاريخ مصر والمنطقة العربية.
وفي عام 1955، فقد العالم أحد أعظم العقول العلمية في التاريخ، برحيل الفيزيائي الشهير ألبرت أينشتاين، صاحب النظرية النسبية التي غيرت فهمنا للكون. وفي العام التالي، شهد الثامن عشر من أبريل حدثاً بهيجاً بزواج الأمير رينييه الثالث أمير موناكو من نجمة هوليوود الساحرة غريس كيلي، ليتحول هذا اليوم إلى قصة أسطورية تجمع بين عوالم الملوك والفن.
وفي عام 1983، اهتزت العاصمة اللبنانية بيروت بعمل إرهابي مروع، حيث استهدف تفجير انتحاري السفارة الأمريكية، مخلفاً عشرات القتلى والجرحى، ومذكراً بالعنف الذي يهدد الأمن والسلام في المنطقة.
يبقى الثامن عشر من أبريل شاهداً على تنوع الأحداث التي شكلت عالمنا، من لحظات الإلهام والإبداع إلى فصول الصراع والفقد. وبينما نستذكر هذه الأحداث، نجد فيها دروساً وعِبراً تُنير لنا الحاضر وتستشرف المستقبل.
