قصة جيش قمبيز المفقود فى مصر

قمبيز الثانى أحد ملوك الإمبراطورية الأخمينية الفارسية وُلد فى كنف والده كورش الكبير مؤسس إمبراطورية امتدت من وادى السند شرقًا إلى ليبيا غربًا وضمت مصر وفلسطين وبابل وليديا وإيران لتصبح أعظم قوة فى الشرق الأدنى بحلول عام 559 ق.م. بعد توليه العرش سعى قمبيز إلى تعزيز سلطته وتأمين حدود إمبراطوريته فأسس جيشًا قويًا وحلم بتحقيق طموح والده بضم مصر إلى ممتلكاته.
فى البداية حاول قمبيز ضم مصر سلميًا عبر المصاهرة طالباً يد ابنة الملك آماسيس الثانى (أحمس الثانى). لكن آماسيس خوفًا من الصراع مع الفرس ورفضًا للزواج أرسل ابنة الملك السابق أبريس بدلاً من ابنته. عندما اكتشف قمبيز الخدعة استشاط غضبًا واعتبرها إهانة فقرر غزو مصر. فى تلك الأثناء توفى آماسيس في ظروف غامضة عام 526 ق.م وخلفه ابنه بسماتيك الثالث.
بدأ قمبيز حملته العسكرية عام 525 ق.م وواجه بسماتيك الثالث في معركة بيلوزيوم (قرب بورسعيد حاليًا). هُزم بسماتيك وانسحب إلى منف، لكن قمبيز تقدم إلى عين شمس ثم منف حيث دارت معركة أخرى أدت إلى هزيمة بسماتيك وسقوط العاصمة. أُسر بسماتيك، وأصبحت مصر تحت الحكم الفارسي.
لغز جيش قمبيز المفقود ومعبد آمون
قبل الغزو، وصلت أنباء إلى قمبيز تفيد بأن كهنة معبد آمون فى واحة سيوة الذين رفضوا الاعتراف بحكمه تنبأوا بفشل حملته. استشاط قمبيز غضبًا فأمر 50 ألفًا من جنده بالتوجه إلى سيوة لتدمير المعبد وحرقه. خرج الجيش بكامل عتاده، لكنه اختفى فجأة عند وصوله إلى منطقة الخارجة (الواحات الخارجة حاليًا). لم يترك الجيش أى أثر ولم تُسجل المصادر المصرية أو الفارسية القديمة أي إشارة إليه.
أول إشارة لمصير الجيش جاءت بعد 75 عامًا على لسان المؤرخ اليونانى هيرودوت الذى زعم أن عاصفة رملية هائلة دفنت الجيش بأكمله تحت الرمال. ورغم شكوك علماء المصريات فى هذه الرواية أثارت القصة فضول علماء الآثار والمغامرين الذين أطلقوا حملات تنقيب للبحث عن الجيش دون جدوى. جميع المزاعم عن العثور عليه باءت بالفشل.
فرضية أخرى طرحها بعض الباحثين مثل كيبر تقول إن الجيش لم يُدفن بفعل عاصفة، بل هُزم فى كمين نصبه القائد المصرى بتوخاستيس الثالث، زعيم تمرد ضد الفرس، فى واحة الداخلة. وبعد هزيمة الجيش، تمكن بتوخاستيس من تحرير جزء من مصر وتنصيب نفسه ملكًا فى منف.
الخلاصة
تظل قصة جيش قمبيز المفقود لغزا يجمع بين الأسطورة والحقيقة. هل ابتلعته رمال الصحراء فعلاً أم كان ضحية كمين عسكرى؟
وحتى الآن لا توجد إجابة قاطعة مما يجعل هذه الحكاية واحدة من أكثر أسرار التاريخ إثارة.