ماذا تعرف عن الحرب الاهليه الامريكيه1861-1865
الحرب الأ.هلية الأمريكية (1861-1865)
الحرب الأهلية الأمريكية واحدة من أكثر الصراعات دموية فى تاريخ الولايات المتحدة اندلعت بين عامى 1861 و1865 وشهدت مواجهة بين الاتحاد (الولاياتالمتحدة أو الشمال) والولايات الكونفدرالية الأمريكية (الجنوب) التى شكلتها إحدى عشر ولاية جنوبية انفصالية. كانت هذه الحرب نتيجة خلافات عميقة الجذور حول قضية العبودية وخاصة توسعها إلى الأراضى الغربية الجديدة مما أدى إلى صراع سياسى واقتصادى واجتماعى بين الشمال والجنوب.
فى منتصف القرن التاسع عشر، كانت الولايات المتحدة منقسمة بين ولايات الشمال الصناعية التى عارضت العبودية أو سعت إلى تقييدها وولايات الجنوب الزراعية التى اعتمدت اقتصادها بشكل كبير على العبودية لتشغيل مزارع القطن والتبغ. تصاعدت التوترات مع تمدد الأراضى الأمريكية غرباً حيث أثارت قضية ما إذا كانت هذه الأراضى ستسمح بالعبودية انقسامات حادة. أحداث مثل تسوية ميسورى (1820) وتسوية 1850 وقانون كانساس-نبراسكا" (1854) فاقمت الخلافات، بينما أشعلت رواية كوخ العم توم (1852) وأزمة بليدينغ كانساس الغضب الشعبى.
فى نوفمبر 1860 أدى انتخاب أبراهام لينكولن، مرشح الحزب الجمهوري المناهض لتوسع العبودية إلى تصعيد الأزمة. خشيت الولايات الجنوبية من أن يهدد لينكولن مصالحهم فأعلنت سبع ولايات جنوبية (ساوث كارولينا ميسيسيبى فلوريدا ألاباما، جورجيا، لويزيانا، وتكساس) انفصالها فى يناير 1861 لتشكل الولايات الكونفدرالية الأمريكية برئاسة جيفرسون ديفيس. لاحقاً، انضمت أربع ولايات أخرى (فرجينيا أركنسو، تينيسي، ونورث كارولينا) إلى الكونفدرالية بعد بدء الأعمال العدائية.
اندلاع الحرب
بدأت الحرب رسمياً في 12 أبريل 1861 عندما هاجمت القوات الكونفدرالية حصن سمتر فى تشارلستون ساوث كارولينا التابع للاتحاد. استمرت المعارك أربع سنوات وشهدت مواجهات ضارية مثل معركة أنتيتام (1862) ومعركة جيتيسبيرغ (1863) ومعركة أتلانتا (1864). تفوق الاتحاد بفضل موارده الصناعية الضخمة وعدد سكانه الأكبر، والبنية التحتية المتطورة بينما اعتمد الجنوب على مهارة قادته العسكريين مثل روبرت إى. لى وتكتيكاتهم الدفاعية.
إعلان تحرير العبيد (1863): أصدر الرئيس لينكولن إعلان تحرير العبيد فى 1 يناير 1863 معلناً تحرير العبيد فى المناطق الكونفدرالية المتمردة. هذا القرار حوّل الحرب إلى صراع من أجل إنهاء العبودية وشجع آلاف العبيد على الهروب إلى خطوط الاتحاد، مما أضعف اقتصاد الجنوب.
توسع الكونفدرالية: حاولت الكونفدرالية ضم ولايتين حدوديتين (كنتاكى وميسورى) وأراضٍ غربية مثل أريزونا ونيو مكسيكو لكنها فشلت في فرض سيطرتها الكاملة. لم تحصل الكونفدرالية على اعتراف دبلوماسي من أى دولة أجنبية رغم دعم محدود من بريطانيا وفرنسا.
الخسائر البشرية والمادية: خلفت الحرب ما بين 620,000 إلى 750,000 قتيل، وهو رقم يفوق خسائر الولايات المتحدة فى الحربين العالميتين مجتمعتين. دمرت البنية التحتية فى الجنوب خاصة فى مدن مثل أتلانتا وريتشموند، مما أدى إلى انهيار اقتصادى.
فى ربيع 1865 استسلم الجنرال الكونفدرالي روبرت إى. لى لقائد الاتحاد يوليسيس غرانت فى أبوماتوكس فرجينيا فى 9 أبريل 1865 معلناً نهاية الحرب فعلياً. بحلول يونيو 1865 استسلمت جميع الجيوش الكونفدرالية وانهارت الحكومة الكونفدرالية. أعقب ذلك عصر إعادة الإعمار (1863-1877) الذى شهد جهوداً لاستعادة الوحدة الوطنية وإعادة بناء الجنوب ومنح الحقوق المدنية لأكثر من 4 ملايين عبد محرر. التعديلات الدستورية الثالث عشر (1865) والرابع عشر (1868) والخامس عشر (1870) ألغت العبودية ومنحت المواطنة وحق التصويت للعبيد المحررين لكن الجنوب شهد مقاومة عنيفة من خلال قوانين جيم كرو وجماعات مثل كو كلوكس كلان.
عززت الحرب الأهلية سلطة الحكومة الفيدرالية وأنهت العبودية كمؤسسة قانونية لكنها تركت إرثاً من الانقسامات العرقية والاجتماعية التى استمرت لعقود. شكلت هذه الفترة نقطة تحول فى تاريخ الولايات المتحدة
