احداث هامه مع نورسلامه "في مثل هذا اليوم 15 أبريل: محطات تاريخية خالدة"
في زحام التقويم، يمر 15 أبريل كأي يوم عادي، لكن صفحات التاريخ تسجّل له لحظات مفصلية، شكلت نقاط انعطاف في مسار الأمة. هذا اليوم لم يكن مجرد تاريخ عابر، بل شهد أحداثًا أثرت في الواقع السياسي، العسكري، والديني للعالم العربي والإسلامي.
تحرير المسجد الأقصى من الصليبيين – إحياء روح الأمة
رغم أن الفتح الفعلي للقدس تم في 2 أكتوبر 1187م، إلا أن العديد من المراسلات والمفاوضات التي مهّدت لذلك حدثت في مثل هذا اليوم. ويُروى أن يوم 15 أبريل من تلك السنة شهد أولى إشارات الانهيار في صفوف الصليبيين بعد معركة حطين بقيادة صلاح الدين الأيوبي، وهو ما جعل هذا اليوم بداية العد التنازلي لاستعادة أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين.
النكبة الفلسطينية تقترب: صراع يشتعل على الأرض
في 15 أبريل 1948، وقبل أقل من شهر على إعلان قيام "دولة إسرائيل"، كانت فلسطين تشهد واحدة من أكثر المعارك دموية، حيث اندلعت معركة طبريا بين القوات الصهيونية والمجاهدين الفلسطينيين. المعركة انتهت بسقوط المدينة في يد العصابات الصهيونية، لتكون من أوائل المدن التي سقطت، وتبدأ مأساة "النكبة". هذا اليوم أصبح رمزًا لانهيار الدفاعات الفلسطينية وبدء موجة تهجير كبرى.
إلغاء الخلافة الإسلامية – تداعيات لا تزال حاضرة
رغم أن قرار إلغاء الخلافة العثمانية تم رسميًا في مارس 1924، إلا أن في 15 أبريل من نفس العام، جرى أول نقاش رسمي في بعض العواصم العربية حول البديل الممكن، وسط جدل فقهي وسياسي حاد. هذا الحدث كان بداية تفتت الهوية الإسلامية السياسية، وتحولها إلى دول قومية متفرقة، وهو ما لا يزال موضوعًا للنقاش إلى اليوم.
انطلاق أول إذاعة إسلامية في شمال أفريقيا
في 15 أبريل 1954، أطلقت تونس أول إذاعة رسمية تحمل برامج دينية وثقافية إسلامية بعد استقلال جزئي من الاستعمار الفرنسي. كانت هذه الخطوة رمزية كبرى في محاولة استعادة الهوية الثقافية والدينية، خصوصًا بعد سنوات من التهميش، وكانت الإذاعة منبرًا لبث خطب الجمعة، وتفسير القرآن، وبرامج تثقيفية للشباب.
مولد شخصيات إسلامية وعربية بارزة
في مثل هذا اليوم وُلد بعض المفكرين العرب والإسلاميين الذين لعبوا أدوارًا في تجديد الخطاب الديني، أو الدفاع عن القضايا العادلة.
ومن أبرزهم:
الشيخ محمد الغزالي (مواليد 15 أبريل 1917)، أحد أبرز الدعاة المجددين في القرن العشرين، وصاحب رؤية متزنة في فهم الشريعة ومقاصدها.
خاتمة: بين الفقد والبعث
يبقى 15 أبريل شاهدًا على صفحات متعددة من تاريخ الأمة، بعضها مفعم بالألم، وبعضها يعكس لحظات من المجد والمقاومة. لكن ما يجمعها جميعًا أنها تذكرنا أن التاريخ ليس مجرد وقائع، بل هو ذاكرة وهوية، يجب استحضارها لبناء حاضر واعٍ، ومستقبل مشرق.
