جمال حسين يكتب : خطيئة السكرتير العام!!

أصابتنى حالة من الدهشة والاستياء وأنا أتابع «خناقة» السكرتير العام لمحافظة سوهاج مع نائب المحافظ أمام جمهور المصلين عقب افتتاح المسجد فى حضور المحافظ.. وحسنا كان التدخل السريع والحاسم من الدكتورة منال عوض وزيرة التنمية المحلية التى اصدرت قرارا رادعا بإقالة السكرتير العام بعد إدانته فى التحقيقات الفورية التى اجرتها الوزارة بناء على مذكرة اللواء عبدالفتاح سراج محافظ سوهاج.. أخطأ السكرتير العام عندما تعامل مع نائب المحافظ بمقياس فارق السن الكبير بينهما ونسى أو تناسى أنه شاب حاصل على الماجستير والدكتوراه فاستحق ثقة القيادة السياسية بتعيينه نائبا للمحافظ.. سبب الخناقة كان التنافس على الظهور فى الصورة على يمين او يسار المحافظ «من اجل اللقطة» بدلا من التنافس على خدمة المواطنين وتحقيق الإنجازات وحل المشكلات وتقديم الخدمات.
رب ضارة نافعة ويجب على وزارة التنمية المحلية ان تتدخل لوضع النقاط فوق الحروف وفك الاشتباك بين اختصاصات كل من نائب المحافظ والسكرتير العام حتى لا تصل الامور الى الاحتقان.
القانون حدد نصا صلاحيات كل من نائب المحافظ والسكرتير العام لكن أحدا لم يقرأ والكل يسعى الى مزيد من السلطة والصلاحيات.. وخلال السنوات الماضية توسعت الدولة فى تعيين نواب لوزراء ونواب للمحافظين من خيرة شباب مصر الذين تم تأهيلهم وتدريبهم على القيادة وحققت التجربة نجاحا كبيرا لحسن الاختيار والإعداد والتدريب وانتقاء الافضل من بين آلاف المتقدمين ضمن مبادرة تمكين الشباب والاستفادة من حماسهم وتأهيلهم للقيادة.
لكن دعونا نكون صرحاء.. قلة من المحافظين بدأوا يشعرون بالخطر ظنا أن وجود نائب المحافظ يهدد مناصبهم وعملوا فى الخفاء على التضييق عليهم وعدم منحهم الفرصة كاملة حتى لا يزداد توهجهم وبريقهم!!.. بدأ هؤلاء فى تقريب السكرتير العام وتفعيل دوره اكثر لعرقلة عمل النائب ومن هنا بدأت تغذية الاحتقان بين النائب والسكرتير العام!! السكرتير العام ينظر الى نائب المحافظ بأنه ذلك الشاب صغير السن فى عمر أصغر ابنائه قليل الخبرة بأمور المحليات ومشاكلها ويحاول فرض سلطته الابوية عليه بصفته الخبير والعالم ببواطن الامور ويصعب عليه ان يكون رئيسه بعد ان كان هو الكل فى الكل!!
دور الوزارة هنا تفعيل مدونة السلوك الوظيفى على الجميع.