18:10 | 23 يوليو 2019

"سوهاج بين أزمات الواقع وآمال الغد… دعوة للتفكير خارج الصندوق"

10:51am 13/04/25
صورة أرشيفية
أحمد الشبيتى

تمر محافظة سوهاج هذه الأيام بحالة من الحراك المتسارع، تختلط فيه الأزمات بالتطلعات، وتتشابك فيه التحديات مع الآمال. فمن جهة، تتوالى الاحتفالات والافتتاحات الرسمية بمناسبة الأعياد، حيث تشهد الميادين زينة، والميكروفونات تعج بالأناشيد الوطنية، وكلمات المسؤولين تبشر بالتنمية، ومن جهة أخرى، هناك شارع سوهاجي مكتظ بالآهات، مثقلٌ بالهموم، يئن تحت وطأة الغلاء وزيادة أسعار المحروقات، وانفلات الأسعار، وتدهور مستوى المعيشة.
ما بين التهاني الرسمية والمصالحات العرفية، تتجلى مفارقة عجيبة في المشهد السوهاجي: المصالحة هنا تُعقد بين عائلتين بعد سنوات من الدم، وهناك "مجاملة" سياسية تُغلف الخلافات بمظهر من التوافق، وبينهما مواطن بسيط يبحث عن أنبوبة غاز بسعر معقول أو سلع تموينية تكفي يومه دون استدانة.
ولعل أخطر ما في الأمر هو ما يحدث خلف الأبواب المغلقة من قضايا فساد إداري وإهمال بعض المسؤولين، حيث تتكرر الأزمات بلا حلول جذرية، ويُستنزف وقت المواطن في طوابير الانتظار وفي دوائر الشكوى التي لا تصل، فلا يرى منها إلا المزيد من التهميش.
إننا أمام مشهد مركب لا يصح السكوت عنه، ولا يجوز أن نقف عند حدود الوصف أو التبرير. لقد آن الأوان لوقفة جادة، وقفة مصارحة مع الذات قبل المسؤول، مع المواطن قبل الإدارات، وقفة تُعيد ترتيب الأولويات وتعيد الاعتبار للكرامة الإنسانية.
الحلول التقليدية لم تعد تصلح، ولا بد من تفكير خارج الصندوق، تفكير قانوني شجاع يعيد النظر في منظومة الإدارة المحلية، ويراجع آليات الرقابة والمساءلة، ويفتح الأبواب أمام المبادرات المجتمعية الشريفة، ويوفر للكوادر الكفؤة الفرصة للتعبير والبناء لا التهميش والتهم.
إن الطريق إلى سوهاج الجديدة لا يمر فقط عبر القص الشريطي في الافتتاحات، بل عبر قلب ينبض بالعدل، وعقل يخطط بإخلاص، وإرادة لا تعرف التراجع أمام الفساد أو العجز.
ختامًا، سوهاج لا تستحق إلا الأفضل، وأهلها الصابرون يستحقون أن تُنصفهم الأفعال لا الأقوال. فليكن هذا المقال صرخة حق، ودعوة للعقلاء، أن نبدأ الآن، لا غدًا، بتصحيح المسار.


 

تابعنا على فيسبوك

. .
izmit escort batum escort
bodrum escort
paykasa bozum
gazianteplie.com izmir escort
18 film izle erotik film izle
deutsch porn